الخميس، 23 يوليو 2015

كتابنا المذهبي الأول (محتويات):


باسم الله السلام النصير..
والسلام على كل أنبياء السلام:
  • فاتحة وتعريف:
  • نحو حركية إسلامية إنسانية:
  • مشروعنا المستقبلي:
  • جناحنا الفكري:
  • ملتقانا الروحي العرفاني:
  • من مستقبلياتنا :
  • عن المؤسس:
  • التخليق جهادنا:
  • إنما الأمم الأخلاق (ما بقيت)

    فإن هم ذهبت أخلاقهم: (ذهبوا),

    من هنا كل البداية
    اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد   اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام : اللهم إني أسألك باسمك الأعظم :يا الله يا من لا إله إلا هو: ربي وإلهي ومولاي وسيدي وخالقي ورازقي ومالكي وملكي يا حق يا مبين سبحانك وتعاليت يا ذا الأسماء الحسنى والصفات العلى : اللهم إني أسألك رحمتك ومغفرتك ولطفك وكل مكارم صفاتك وأن تسيرني حتى:
    أتحرى الإخلاص في عقيدتي وكل عباداتي ـ متذكرا قرب موتي ـ ووحشة قبري ـ وقرب القيامة وأهوالها ـ ذاكرا جهنم وأليم عذابها ـ خائفا وجلا من الله تعالى لذاته ومن مقامه وعذابه وغضبه ونقمته ومكره ــ ومتفكرا في خطورة مصيري فأنا مهدد بالخلود في جهنم كأي كافر فاسق ضال عاص عنيد ـ متوسلا لله تعالى أن يرزقني الجنة وما قرب لها من قول أوعمل ويمن علي بحسن الدعاء له وحده دون شريك فلا إله إلا هو ولا معبود بحق سواه سبحانه ـ راجيا رجاء الخائفين المخلصين المشمرين لله وللدارالآخرة ـ آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ما استطعت ـ كادا ومجاهدا نفسي الأمارة للتوبة من كل ذنب ومعصية ـ مسرعا لخدمة وطاعة والداي ـ وصلة رحمي ـ وإبرار جيراني ـ والوفاء مهما كانت ظروفي وأحوالي ـ كاظما غيظي ـ حافظا للساني ـ وزاهدا في كل الدنايا ـ بصبر على البلاء وكل شدة ومصيبة ـ مسرعا لإسباغ وضوئي كلما بطل ـ وإقامة صلاتي مع الإمام عند كل أذان ما لم أغلب ـ حاثا نفسي وغيري على الطهارات الباطنة والظاهرة ـ والنظافة والسمت الحسن وجمالية المخبر والمظهر ـ مبكرا للجمعات ـ معتادا للمساجد والرباطات ـ وأن أحث نفسي وغيري على الصدقات ولو بالقليل ـ متحريا للصدق ـ ومتطوعا ما استطعت بالصوم ـ فأصوم العشرالاولى المباركة من ذي الحجة أو بعضها مجتهدا في طاعاتها لفضلها الكبير إن شاء الله تعالى ـ وأصوم تاسوعاء وعاشوراء إن لم أغلب ـ كما أجد لصوم الأيام البيض من كل شهر ما وفقني الله تعالى ـ وأكثر ما استطعت من صوم التطوع فهي علاج نفسي وروحي وقلبي ومقويات وصبري ـ وأن أسعى للنفقة ما استطعت على عيالي وبكرم إن تزوجت ـ راعيا لأسرتي بإحسان ـ متحريا الإحسان في كل شيء ـ ومحثا على اللطف باليتامى والأرامل والفقراء والضعفاء والمساكين وكل أهل البلاء ـ متخلقا بكل أخلاق الرحمة و الشفقة و اللطف والرأفة واللين ـ غير غافل عن ذكر ربي: جادا لتجويد وترتيل القرآن الكريم وبالتسبيح والتهليل والتكبيرـ وبالحمد والحوقلة وكثرة الإستغفارـ وأن ألزم نفسي بورد يومي لذلك ـ طالبا العلم الواجب علي لديني ودنياي ومعاشي ومآلي مبتعدا على المجلات والجرائد والكتب التافهة ـ وأن أعمل بعلمي ـ محثا نفسي وغيري على العمل الصالح ـ ومجالسة ومصاحبة العلماء ـ والكسب الحلال ـ وطلب الرزق دون تواكل على أحد ومتوكلا مستعينا بربي الرزاق وحده ـ وبكل قناعة وغنى نفس ـ متكرما بإطعام الطعام ما استطعت ـ وبحسن الخلق ـ وحسن التوكل على ربي ـ وبالورع عن كل صغيرة وكبيرة ـ بحياء من ربي ومن نفسي وغيري ـ غير ناس إصلاح نيتي وتجديدها ـ مسرعا لأداء فريضة حجي إن وجبت ـ ومتنفلا بالعمرة ما استطعت دون رياء ولا سمعة ولا غاية تنافي عبوديتي لله وحده ـ وأعد نفسي للجهاد بكل أنواعه ما وجب علي دون فتنة :فدم وأذى أي مسلم حرام علي :وأن أطيع الأمير ما أقام فينا الصلاة ـ وأن أسرع لرباطات المومنين العلمية والتربوية ما وفقت لذلك ـ محثا نفسي وأولادي وأقاربي وأصدقائي على الرياضة البدنية ـ وعلى التريض الروحي ـ شغوفا بمحبة أمتي ومتأهبا دوما للدود عنها ونصرتها ـ مبرا بزوجتي ـ وبارا بكل مومن .ومتخلقا بقيم التصالح والتسامح ـ والسعي للإصلاح بين الناس ـ والسعي لإصلاح ما فسد ـ منتهيا عن مصارمة أي كان ـ معتادا علىعيادة المرضى شافاهم الله الشافي سبحانه ـ مكثرا من التنفل ـ متحريا الخشوع في كل أذكاري وأورادي وترتيلي وتعلمي وتعليمي وأعمالي وكل صلواتي ـ متحريا السنة في كل عباداتي منتهيا ناهيا عن كل بدعة مهما صغرت ـ متفكرا في خلق السماوات والأرض واختلافات الليل والنهار وكل الكون وكل العلوم النافعة ما استطعت ـ وفي إجتهاد متزايد ـ مستعدا للتصدي لعداوة شياطين الإنس والجن ـ واعيا بمكائد وحيل الشيطان ـ وغير راض دوما عن نفسي الأمارة مهما أطاعت ـ راضيا بالقضاء والقدر ـ وراضيا عن الله متوسلا رضاه عني ـ وقابلا لإختلافات المذاهب والفقهاء دون تعصب لمذهبي فتلك رحمة الإسلام بنا ـ لكن بتحري الحق والحقيقة في كل ما أسمع أو أقرأ ـ متصدقا ببعض وقتي وعلمي كله لتبليغ ديني حتى للكافر ونصح المسلمين إخوتي ما لزم ذلك ـ وأن لا أجادل إلا بحكمة وبأدب الحوار الثلاث :حسن الإستماع و حسن الرد عن السائل والمحاور والجدل بالحسنى ـ وان أخصص وقتا ولو يسيرا لتعلم القرآن وترتيله وتعليمه ـ حاثا على تعلم وتعليم العربية ـ محافظا على البيئة والنسل ـ رافقا بالحيوان ـ متصفا بحسن المعاشرة ـ مجتنبا للسفهاء والفسقة ـ مجتهدا في معرفة حقوق غيري وحقوقي وكل واجباتي ـ مجتهدا لزيارة المرضى والأقارب والمقابر ـ وأن أحيي بالسلام وأرده على كل مسلم ـ ولا ألبس إلا ما يليق بحشمتي ـ متأدبا في الأكل والشرب والنوم والمضاجعة ـ مجيبا لدعوة كل مسلم ـ متأدبا في الدخوا والخروج من أي مكان: غير ناس لأدعيتهما وأدعية الشرب والأكل والمضاجعة والنوم ـ وأن أحسن مجالسة أي جليس لي ـ ولا أتوانى في إماطة الأذى ـ والتناصح والصدق والتسامح في البيع والشراء ـ وإمهال المدان ـ وأن أغض بصري عن المتبرجات ألبسهن الله لباس تقواهن ـ متقللا من الكلام ــ مسرعا لرد ديوني ـ وأن أسرع لتقديم السلفات من فائض مالي دون فائدة ـ مسرعا في إكرام أهل العلم والفضل والشرف ـ وطاعة أولي الأمر في المعروف ـ بكل غيرة ـ وبكل السخاء ـ ولا أنسى تشميت العاطس ـ واتباع الجنائز ـ والإسراع للتعزية ـ وحسن تدبير شؤوني ـ والشفاعة للضعفاء عند معارفي ـ وتقبيل ولدي وبنتي ـ وأن لا أخالط الناس دون ضرورة ـ متذكر دوما الله وأقلام الملائكة ـ وأن أقدم الهدايا لوالداي وإخوتي وأقاربي وإخواني ما تيسر ذلك ـ غير ناس مكافأة يد الجميل ولو بالشكر والدعاء بجزاء الله لها ـ وأن أطلب الحكمة بجد وأعمل بها ـ متمرنا على قلة السمر إلا لضرورة ـ مسرعا لتعليم الأميين ـ ومتخلقا بكل خصال التواضع ـ والعدل ـ جادا لتربية أولادي وأولاد كل مسلم على الإيمان والإحسان ـ ناصرا للمظلوم وناصحا للظالم ـ وان أستر المسلمين ـ حاثا نفسي وغيري على رحمة الصغار والفقراء وكل مبتلى ـ وعلى توقير الكبار والعلماء ـ وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
    ثم :مستغفرا ربي بكثرة ومتوسلا منه تعالى الحفظ من كل المعاصي والذنوب خائفا ومبتعدا وحذرا من الوقوع في كل كبيرة وصغيرة فأجتنب الشرك الأكبر والأصغر ـ والقتل ـ والسحر ـ وترك الصلاة دون عذر ـ وإفطار رمضان ـ وترك الحج مع القدرة ـ وعقوق الوالدين ـ وهجر الأقارب ـ والزنا ـ واللواط ـ والربا ـ وأكل مال اليتيم ـ وظلم اليتيم ـ والظلم بشتى ألوانه وأنواعه ـ والكذب ـ والقطيعة ـ والسخرية ـ والمحاباة والمحسوبية ـ وسوء الظن ـ والحقد ـ والحسد ـ والسرقة ـ أوتعييب الطعام ـ أوالفرار من الزحف ـ وغش الرعية ـ والغش في البيع ـ والظلم في القضاء والحكم ـ والكبر ـ أوالفخر ـ والعجب والتيه ـ وشهادة الزور ـ وشرب الخمر أو ارتياد أمكنته ـ والقمار ـ أوقذف المحصنات ـ أوالغلول من الغنائم ـ وقطع الطريق ـ وأن لا أقسم أبدا اليمين الكاذبة فهي الغموس الغامسة صاحبها في النار ـ وأن أمتنع على أكل الحرام ـ متعوذا بالله من القنوط والشؤم أو الإنتحار ـ منتهيا عن أخذ الرشوة أو تقديمها لأي كان ـ ناهيا عن تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل ـ لا عنا للديوث والمحلل للمطلقة والمحلل له ـ متنزها عن البول والغائط ـ مجتبا الرياء والمراءاة والجدل العقيم ـ وأن لا أتعلم للدنيا فقط بل أقرأ باسم الرب الذي خلق ـ مستعيذا الله من كتمان العلم ـ أوالخيانة ـ وتصديق الكاهن والمنجم والمشعود ـ والإمتنان ـ أوالتكذيب بالقدر ـ والتجسس ـ والنميمة ـ والغيبة ـ ولعن المسلمين ـ والغدر ـ أو الخيانة ـ ناهيا عن نشوز المرأة عن زوجها ـ وعن التصوير الخيالي المحرم ـ وعن اللطم والنياحة ـ وعن البغاء والبغي ـ أو الإستطالة على الضعفاء واحتقارهم ـ وناهيا عن تعظيم الغني لغناه ـ وعن أذى الجار ـ أو أذية أي من المسلمين ـ وعن أذية الناس كلهم ـ أوأذية الحيوان ـ ومنتهيا تائبا من إسبال الثوب ـ وناهيا عن لبس الرجل للذهب والحرير ـ وعن الذبح لغير الله في المقابر المهجورة ـ وعن التبني ـ وعن المراء ـ وأن لا أمنع الماعون ــ أو أهين وأأذي أولياء الله الصالحين ـ أو أخرج عن جماعة المسلمين وإمامهم ـ أوأسعى للفتنة بين المسلمين . مستعيذا بالله من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ـ غير آمن أبدا من مكر الله تعالى مستغفرا دوما لذنوبي وذنوب كل المسلمين والمسلمات والمومنين والمومنات الأحياء منهم والأموات متوسلا له تعالى أن يرزقنا الثبات على الإيمان والإخلاص في الأعمال ويجنبنا الذنوب كلها ما كبر منها وما صغر فنعم السميع المجيب القريب هو داعيا دوما بأسماء الله الحسنى كلها ومتنفلا بالباقيات الصالحات وكثرة الصلاة على نبينا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها طبيبنا المعلم والمربي صلاة الله عليه وعلى الآل والصحب أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين عدد وكما تشاء وتحب وترضى
    شمولية الأخلاق الإسلامية
    ينظم إسلامنا الحنيف أربع علاقات لنا تعبدية
    أولا: علاقة المسلم مع الله تعالى
    ثانيا: علاقة المسلمين ببعضهم فرادى وقبائل وشعوب متعارفة
    ثالثا: علاقات المسلمين بغيرهم
    رابعا: علاقتنا مع كل الكون ومخلوقاته ومع كل البيئة
    ولكل علاقة منها أخلاقها وآدابها بل وتشريعاتها
    وليست كل أخلاق هاته العلاقات بلازمة على المسلم العادي ، بل كلما عظمت مسؤولية المسلم كلما كبرت دوائر أخلاقه
    لكن وللأسف لم يعد العامة منا اليوم ، وكمعظم المسؤولين يراعون لاحقوق المسلمين عليهم ولا واجباتهم، حتى صرنا نعرف اليوم  بكل الأخلاق الأعرابية المندفعة والجاهلة، وبالتشدد للأعراف الشكلية والفارغة.. ودون إهتمام لا بالعمق ولا بالجوهر، بل ودون بحث عن الحقيقة فكيف نعلم اليقين،  بل وبكل صراحة وللأسف: صار معظمنا يهوديوا الأخلاق
    ومن هنا أتى ومنذ قرون كل ضعفنا
    فكل قوتنا كمسلمين كانت في أخلاقنا التي لم تكن أبدا أعرابية رجعية كما يدعي البعض، ولا جافة متهورة كما يدعوا العديد من وعاظنا ، بل أخلاقنا كانت ولا تزال أخلاق تمدن وعمران زاهدة مهما كسبت، وأخلاق كلها آداب وحضارة ولطف ولين، ولا شدة فيها إلا دفاعا عن المسلمين والأمة، أو لإقامة حق الله
    فكيف صارت أخلاقنا بل وأخلاق زعماء جل تياراتنا الإسلامية كلها تنطع وجفاء
    فكيف... وكيف... ثم كيف؟
    بل وكيف صرنا لا نبحث عن الحق ولا عن الحقيقة؟ والحق ربنا ،والحق إله نعبده؟
    بل وكيف ضاعت منا حتى أخلاق الحوار المتمثلة في
    أولا: حسن الإستماع
    ثانيا:حسن الفهم
    ثالثا:عدم التكبر على طلب الشرح
    رابعا: حسن الرد
    خامسا: الختم بإتفاق عملي، أو بتوافق علمي، وحصر نقط الإختلاف حتى لا يتطور لخلاف
    فدونها الشتات كما حالنا
    أخلاقنا الإسلامية:مدخل عام

    الأخلاق في الإسلام عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني ، والتي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل والأتم ، ويتميز هذا النظام الإسلامي في الأخلاق بطابعين :
    الأول : أنه ذو طابع إلهي، بمعنى أنه مراد الله سبحانه وتعالى .
    الثاني : أنه ذو طابع إنساني، أي للإنسان مجهود ودخل في تحديد هذا النظام من الناحية العملية .
    وهذا النظام هو نظام العمل من أجل الحياة الخيرية ، وهو طراز السلوك وطريقة التعامل مع النفس والله والمجتمع .
    وهو نظام يتكامل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي منه، وهو ليس جزءًا من النظام الإسلامي العام فقط ، بل هو جوهر الإسلام ولبه وروحه السارية في جميع نواحيه : إذ النظام الإسلامي - على وجه العموم -مبني على مبادئه الخلقية في الأساس ، بل إن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية على الإطلاق. فالرسول صلى الله وسلم يقول : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " [ رواه أحمد في مسنده ] .
    فالغرض من بعثته -صلى الله عليه وسلم - هو إتمام الأخلاق ، والعمل على تقويمها ، وإشاعة مكارمها ، بل الهدف من كل الرسالات هدف أخلاقي ، والدين نفسه هو حسن الخلق 
    ولما للأخلاق من أهمية نجدها في جانب العقيدة حيث يربط الله سبحانه وتعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم - بين الإيمان وحسن الخلق ، ففي الحديث لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : "أحسنهم أخلاقاً " [رواه الطبراني في الأوسط ] .
    ثم إن الإسلام عدّ الإيمان برًّا، فقال تعالى : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)(البقرة: 177)
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " البر حسن الخلق " [ رواه مسلم ]. والبر صفة للعمل الأخلاقي أو هو اسم جامع لأنواع الخير.
    وكما نجد الصلة بين الأخلاق والإيمان ، نجدها كذلك بين الأخلاق والعبادة إذ إن العبادة روح أخلاقية في جوهرها؛ لأنها أداء للواجبات الإلهية. ونجدها في المعاملات - وهي الشق الثاني من الشريعة الإسلامية بصورة أكثر وضوحاً .
    وهكذا نرى أن الإسلام قد ارتبطت جوانبه برباط أخلاقي ، لتحقيق غاية أخلاقية، الأمر الذي يؤكد أن الأخلاق هي روح الإسلام ، وأن النظام التشريعي الإسلامي هو كيان مجسد لهذه الروح الأخلاقية .
    الخلق نوعان
    1- خلق حسن : وهو الأدب والفضيلة، وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعاً .
    2- خلق سيئ : وهو سوء الأدب والرذيلة، وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعاً.
    وحسن الخلق من أكثر الوسائل وأفضلها إيصالاً للمرء للفوز بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والظفر بقربه يوم القيامة حيث يقول : " إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً" [ رواه الترمذي ] .
    الأخلاق والممارسة الإيمانية
    إن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على نظريات مذهبية ، ولا مصالح فردية ، ولا عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لها ، وإنما هي فيض من ينبوع الإيمان يشع نورها داخل النفس وخارجها ، فليست الأخلاق فضائل منفصلة ، وإنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة ، عقيدته أخلاق ، وشريعته أخلاق ، لا يخرق المسلم إحداها إلا أحدث خرقا في إيمانه .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن " [ رواه البخاري].
    وسئل صلى الله عليه وسلم : أيكذب المؤمن ؟ قال: (لا) ثم تلا قوله تعالى : (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105) .
    فالأخلاق دليل الإسلام وترجمته العملية ، وكلما كان الإيمان قوياً أثمر خلقا قوياً.
    دوام الأخلاق وثباتها
    كما أن الأخلاق في الإسلام ليست لونا من الترف يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف البيئة ، وليست ثوبًا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء ، بل إنها ثوابت شأنها شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب لا تتغير بتغير الزمان لأنها الفطرة (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)(الروم:30)

     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق