الخميس، 23 يوليو 2015

كتابنا المذهبي الأول (محتويات):


باسم الله السلام النصير..
والسلام على كل أنبياء السلام:
  • فاتحة وتعريف:
  • نحو حركية إسلامية إنسانية:
  • مشروعنا المستقبلي:
  • جناحنا الفكري:
  • ملتقانا الروحي العرفاني:
  • من مستقبلياتنا :
  • عن المؤسس:
  • التخليق جهادنا:
  • إنما الأمم الأخلاق (ما بقيت)

    فإن هم ذهبت أخلاقهم: (ذهبوا),

    من هنا كل البداية
    اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤا أحد   اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام : اللهم إني أسألك باسمك الأعظم :يا الله يا من لا إله إلا هو: ربي وإلهي ومولاي وسيدي وخالقي ورازقي ومالكي وملكي يا حق يا مبين سبحانك وتعاليت يا ذا الأسماء الحسنى والصفات العلى : اللهم إني أسألك رحمتك ومغفرتك ولطفك وكل مكارم صفاتك وأن تسيرني حتى:
    أتحرى الإخلاص في عقيدتي وكل عباداتي ـ متذكرا قرب موتي ـ ووحشة قبري ـ وقرب القيامة وأهوالها ـ ذاكرا جهنم وأليم عذابها ـ خائفا وجلا من الله تعالى لذاته ومن مقامه وعذابه وغضبه ونقمته ومكره ــ ومتفكرا في خطورة مصيري فأنا مهدد بالخلود في جهنم كأي كافر فاسق ضال عاص عنيد ـ متوسلا لله تعالى أن يرزقني الجنة وما قرب لها من قول أوعمل ويمن علي بحسن الدعاء له وحده دون شريك فلا إله إلا هو ولا معبود بحق سواه سبحانه ـ راجيا رجاء الخائفين المخلصين المشمرين لله وللدارالآخرة ـ آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر ما استطعت ـ كادا ومجاهدا نفسي الأمارة للتوبة من كل ذنب ومعصية ـ مسرعا لخدمة وطاعة والداي ـ وصلة رحمي ـ وإبرار جيراني ـ والوفاء مهما كانت ظروفي وأحوالي ـ كاظما غيظي ـ حافظا للساني ـ وزاهدا في كل الدنايا ـ بصبر على البلاء وكل شدة ومصيبة ـ مسرعا لإسباغ وضوئي كلما بطل ـ وإقامة صلاتي مع الإمام عند كل أذان ما لم أغلب ـ حاثا نفسي وغيري على الطهارات الباطنة والظاهرة ـ والنظافة والسمت الحسن وجمالية المخبر والمظهر ـ مبكرا للجمعات ـ معتادا للمساجد والرباطات ـ وأن أحث نفسي وغيري على الصدقات ولو بالقليل ـ متحريا للصدق ـ ومتطوعا ما استطعت بالصوم ـ فأصوم العشرالاولى المباركة من ذي الحجة أو بعضها مجتهدا في طاعاتها لفضلها الكبير إن شاء الله تعالى ـ وأصوم تاسوعاء وعاشوراء إن لم أغلب ـ كما أجد لصوم الأيام البيض من كل شهر ما وفقني الله تعالى ـ وأكثر ما استطعت من صوم التطوع فهي علاج نفسي وروحي وقلبي ومقويات وصبري ـ وأن أسعى للنفقة ما استطعت على عيالي وبكرم إن تزوجت ـ راعيا لأسرتي بإحسان ـ متحريا الإحسان في كل شيء ـ ومحثا على اللطف باليتامى والأرامل والفقراء والضعفاء والمساكين وكل أهل البلاء ـ متخلقا بكل أخلاق الرحمة و الشفقة و اللطف والرأفة واللين ـ غير غافل عن ذكر ربي: جادا لتجويد وترتيل القرآن الكريم وبالتسبيح والتهليل والتكبيرـ وبالحمد والحوقلة وكثرة الإستغفارـ وأن ألزم نفسي بورد يومي لذلك ـ طالبا العلم الواجب علي لديني ودنياي ومعاشي ومآلي مبتعدا على المجلات والجرائد والكتب التافهة ـ وأن أعمل بعلمي ـ محثا نفسي وغيري على العمل الصالح ـ ومجالسة ومصاحبة العلماء ـ والكسب الحلال ـ وطلب الرزق دون تواكل على أحد ومتوكلا مستعينا بربي الرزاق وحده ـ وبكل قناعة وغنى نفس ـ متكرما بإطعام الطعام ما استطعت ـ وبحسن الخلق ـ وحسن التوكل على ربي ـ وبالورع عن كل صغيرة وكبيرة ـ بحياء من ربي ومن نفسي وغيري ـ غير ناس إصلاح نيتي وتجديدها ـ مسرعا لأداء فريضة حجي إن وجبت ـ ومتنفلا بالعمرة ما استطعت دون رياء ولا سمعة ولا غاية تنافي عبوديتي لله وحده ـ وأعد نفسي للجهاد بكل أنواعه ما وجب علي دون فتنة :فدم وأذى أي مسلم حرام علي :وأن أطيع الأمير ما أقام فينا الصلاة ـ وأن أسرع لرباطات المومنين العلمية والتربوية ما وفقت لذلك ـ محثا نفسي وأولادي وأقاربي وأصدقائي على الرياضة البدنية ـ وعلى التريض الروحي ـ شغوفا بمحبة أمتي ومتأهبا دوما للدود عنها ونصرتها ـ مبرا بزوجتي ـ وبارا بكل مومن .ومتخلقا بقيم التصالح والتسامح ـ والسعي للإصلاح بين الناس ـ والسعي لإصلاح ما فسد ـ منتهيا عن مصارمة أي كان ـ معتادا علىعيادة المرضى شافاهم الله الشافي سبحانه ـ مكثرا من التنفل ـ متحريا الخشوع في كل أذكاري وأورادي وترتيلي وتعلمي وتعليمي وأعمالي وكل صلواتي ـ متحريا السنة في كل عباداتي منتهيا ناهيا عن كل بدعة مهما صغرت ـ متفكرا في خلق السماوات والأرض واختلافات الليل والنهار وكل الكون وكل العلوم النافعة ما استطعت ـ وفي إجتهاد متزايد ـ مستعدا للتصدي لعداوة شياطين الإنس والجن ـ واعيا بمكائد وحيل الشيطان ـ وغير راض دوما عن نفسي الأمارة مهما أطاعت ـ راضيا بالقضاء والقدر ـ وراضيا عن الله متوسلا رضاه عني ـ وقابلا لإختلافات المذاهب والفقهاء دون تعصب لمذهبي فتلك رحمة الإسلام بنا ـ لكن بتحري الحق والحقيقة في كل ما أسمع أو أقرأ ـ متصدقا ببعض وقتي وعلمي كله لتبليغ ديني حتى للكافر ونصح المسلمين إخوتي ما لزم ذلك ـ وأن لا أجادل إلا بحكمة وبأدب الحوار الثلاث :حسن الإستماع و حسن الرد عن السائل والمحاور والجدل بالحسنى ـ وان أخصص وقتا ولو يسيرا لتعلم القرآن وترتيله وتعليمه ـ حاثا على تعلم وتعليم العربية ـ محافظا على البيئة والنسل ـ رافقا بالحيوان ـ متصفا بحسن المعاشرة ـ مجتنبا للسفهاء والفسقة ـ مجتهدا في معرفة حقوق غيري وحقوقي وكل واجباتي ـ مجتهدا لزيارة المرضى والأقارب والمقابر ـ وأن أحيي بالسلام وأرده على كل مسلم ـ ولا ألبس إلا ما يليق بحشمتي ـ متأدبا في الأكل والشرب والنوم والمضاجعة ـ مجيبا لدعوة كل مسلم ـ متأدبا في الدخوا والخروج من أي مكان: غير ناس لأدعيتهما وأدعية الشرب والأكل والمضاجعة والنوم ـ وأن أحسن مجالسة أي جليس لي ـ ولا أتوانى في إماطة الأذى ـ والتناصح والصدق والتسامح في البيع والشراء ـ وإمهال المدان ـ وأن أغض بصري عن المتبرجات ألبسهن الله لباس تقواهن ـ متقللا من الكلام ــ مسرعا لرد ديوني ـ وأن أسرع لتقديم السلفات من فائض مالي دون فائدة ـ مسرعا في إكرام أهل العلم والفضل والشرف ـ وطاعة أولي الأمر في المعروف ـ بكل غيرة ـ وبكل السخاء ـ ولا أنسى تشميت العاطس ـ واتباع الجنائز ـ والإسراع للتعزية ـ وحسن تدبير شؤوني ـ والشفاعة للضعفاء عند معارفي ـ وتقبيل ولدي وبنتي ـ وأن لا أخالط الناس دون ضرورة ـ متذكر دوما الله وأقلام الملائكة ـ وأن أقدم الهدايا لوالداي وإخوتي وأقاربي وإخواني ما تيسر ذلك ـ غير ناس مكافأة يد الجميل ولو بالشكر والدعاء بجزاء الله لها ـ وأن أطلب الحكمة بجد وأعمل بها ـ متمرنا على قلة السمر إلا لضرورة ـ مسرعا لتعليم الأميين ـ ومتخلقا بكل خصال التواضع ـ والعدل ـ جادا لتربية أولادي وأولاد كل مسلم على الإيمان والإحسان ـ ناصرا للمظلوم وناصحا للظالم ـ وان أستر المسلمين ـ حاثا نفسي وغيري على رحمة الصغار والفقراء وكل مبتلى ـ وعلى توقير الكبار والعلماء ـ وكثرة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عدد خلقه ورضاء نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
    ثم :مستغفرا ربي بكثرة ومتوسلا منه تعالى الحفظ من كل المعاصي والذنوب خائفا ومبتعدا وحذرا من الوقوع في كل كبيرة وصغيرة فأجتنب الشرك الأكبر والأصغر ـ والقتل ـ والسحر ـ وترك الصلاة دون عذر ـ وإفطار رمضان ـ وترك الحج مع القدرة ـ وعقوق الوالدين ـ وهجر الأقارب ـ والزنا ـ واللواط ـ والربا ـ وأكل مال اليتيم ـ وظلم اليتيم ـ والظلم بشتى ألوانه وأنواعه ـ والكذب ـ والقطيعة ـ والسخرية ـ والمحاباة والمحسوبية ـ وسوء الظن ـ والحقد ـ والحسد ـ والسرقة ـ أوتعييب الطعام ـ أوالفرار من الزحف ـ وغش الرعية ـ والغش في البيع ـ والظلم في القضاء والحكم ـ والكبر ـ أوالفخر ـ والعجب والتيه ـ وشهادة الزور ـ وشرب الخمر أو ارتياد أمكنته ـ والقمار ـ أوقذف المحصنات ـ أوالغلول من الغنائم ـ وقطع الطريق ـ وأن لا أقسم أبدا اليمين الكاذبة فهي الغموس الغامسة صاحبها في النار ـ وأن أمتنع على أكل الحرام ـ متعوذا بالله من القنوط والشؤم أو الإنتحار ـ منتهيا عن أخذ الرشوة أو تقديمها لأي كان ـ ناهيا عن تشبه الرجل بالمرأة والمرأة بالرجل ـ لا عنا للديوث والمحلل للمطلقة والمحلل له ـ متنزها عن البول والغائط ـ مجتبا الرياء والمراءاة والجدل العقيم ـ وأن لا أتعلم للدنيا فقط بل أقرأ باسم الرب الذي خلق ـ مستعيذا الله من كتمان العلم ـ أوالخيانة ـ وتصديق الكاهن والمنجم والمشعود ـ والإمتنان ـ أوالتكذيب بالقدر ـ والتجسس ـ والنميمة ـ والغيبة ـ ولعن المسلمين ـ والغدر ـ أو الخيانة ـ ناهيا عن نشوز المرأة عن زوجها ـ وعن التصوير الخيالي المحرم ـ وعن اللطم والنياحة ـ وعن البغاء والبغي ـ أو الإستطالة على الضعفاء واحتقارهم ـ وناهيا عن تعظيم الغني لغناه ـ وعن أذى الجار ـ أو أذية أي من المسلمين ـ وعن أذية الناس كلهم ـ أوأذية الحيوان ـ ومنتهيا تائبا من إسبال الثوب ـ وناهيا عن لبس الرجل للذهب والحرير ـ وعن الذبح لغير الله في المقابر المهجورة ـ وعن التبني ـ وعن المراء ـ وأن لا أمنع الماعون ــ أو أهين وأأذي أولياء الله الصالحين ـ أو أخرج عن جماعة المسلمين وإمامهم ـ أوأسعى للفتنة بين المسلمين . مستعيذا بالله من الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق ـ غير آمن أبدا من مكر الله تعالى مستغفرا دوما لذنوبي وذنوب كل المسلمين والمسلمات والمومنين والمومنات الأحياء منهم والأموات متوسلا له تعالى أن يرزقنا الثبات على الإيمان والإخلاص في الأعمال ويجنبنا الذنوب كلها ما كبر منها وما صغر فنعم السميع المجيب القريب هو داعيا دوما بأسماء الله الحسنى كلها ومتنفلا بالباقيات الصالحات وكثرة الصلاة على نبينا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها طبيبنا المعلم والمربي صلاة الله عليه وعلى الآل والصحب أجمعين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين عدد وكما تشاء وتحب وترضى
    شمولية الأخلاق الإسلامية
    ينظم إسلامنا الحنيف أربع علاقات لنا تعبدية
    أولا: علاقة المسلم مع الله تعالى
    ثانيا: علاقة المسلمين ببعضهم فرادى وقبائل وشعوب متعارفة
    ثالثا: علاقات المسلمين بغيرهم
    رابعا: علاقتنا مع كل الكون ومخلوقاته ومع كل البيئة
    ولكل علاقة منها أخلاقها وآدابها بل وتشريعاتها
    وليست كل أخلاق هاته العلاقات بلازمة على المسلم العادي ، بل كلما عظمت مسؤولية المسلم كلما كبرت دوائر أخلاقه
    لكن وللأسف لم يعد العامة منا اليوم ، وكمعظم المسؤولين يراعون لاحقوق المسلمين عليهم ولا واجباتهم، حتى صرنا نعرف اليوم  بكل الأخلاق الأعرابية المندفعة والجاهلة، وبالتشدد للأعراف الشكلية والفارغة.. ودون إهتمام لا بالعمق ولا بالجوهر، بل ودون بحث عن الحقيقة فكيف نعلم اليقين،  بل وبكل صراحة وللأسف: صار معظمنا يهوديوا الأخلاق
    ومن هنا أتى ومنذ قرون كل ضعفنا
    فكل قوتنا كمسلمين كانت في أخلاقنا التي لم تكن أبدا أعرابية رجعية كما يدعي البعض، ولا جافة متهورة كما يدعوا العديد من وعاظنا ، بل أخلاقنا كانت ولا تزال أخلاق تمدن وعمران زاهدة مهما كسبت، وأخلاق كلها آداب وحضارة ولطف ولين، ولا شدة فيها إلا دفاعا عن المسلمين والأمة، أو لإقامة حق الله
    فكيف صارت أخلاقنا بل وأخلاق زعماء جل تياراتنا الإسلامية كلها تنطع وجفاء
    فكيف... وكيف... ثم كيف؟
    بل وكيف صرنا لا نبحث عن الحق ولا عن الحقيقة؟ والحق ربنا ،والحق إله نعبده؟
    بل وكيف ضاعت منا حتى أخلاق الحوار المتمثلة في
    أولا: حسن الإستماع
    ثانيا:حسن الفهم
    ثالثا:عدم التكبر على طلب الشرح
    رابعا: حسن الرد
    خامسا: الختم بإتفاق عملي، أو بتوافق علمي، وحصر نقط الإختلاف حتى لا يتطور لخلاف
    فدونها الشتات كما حالنا
    أخلاقنا الإسلامية:مدخل عام

    الأخلاق في الإسلام عبارة عن المبادئ والقواعد المنظمة للسلوك الإنساني ، والتي يحددها الوحي لتنظيم حياة الإنسان على نحو يحقق الغاية من وجوده في هذا العالم على الوجه الأكمل والأتم ، ويتميز هذا النظام الإسلامي في الأخلاق بطابعين :
    الأول : أنه ذو طابع إلهي، بمعنى أنه مراد الله سبحانه وتعالى .
    الثاني : أنه ذو طابع إنساني، أي للإنسان مجهود ودخل في تحديد هذا النظام من الناحية العملية .
    وهذا النظام هو نظام العمل من أجل الحياة الخيرية ، وهو طراز السلوك وطريقة التعامل مع النفس والله والمجتمع .
    وهو نظام يتكامل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي منه، وهو ليس جزءًا من النظام الإسلامي العام فقط ، بل هو جوهر الإسلام ولبه وروحه السارية في جميع نواحيه : إذ النظام الإسلامي - على وجه العموم -مبني على مبادئه الخلقية في الأساس ، بل إن الأخلاق هي جوهر الرسالات السماوية على الإطلاق. فالرسول صلى الله وسلم يقول : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " [ رواه أحمد في مسنده ] .
    فالغرض من بعثته -صلى الله عليه وسلم - هو إتمام الأخلاق ، والعمل على تقويمها ، وإشاعة مكارمها ، بل الهدف من كل الرسالات هدف أخلاقي ، والدين نفسه هو حسن الخلق 
    ولما للأخلاق من أهمية نجدها في جانب العقيدة حيث يربط الله سبحانه وتعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم - بين الإيمان وحسن الخلق ، ففي الحديث لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم : أي المؤمنين أفضل إيمانا ؟ قال صلى الله عليه وسلم : "أحسنهم أخلاقاً " [رواه الطبراني في الأوسط ] .
    ثم إن الإسلام عدّ الإيمان برًّا، فقال تعالى : ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ)(البقرة: 177)
    وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : " البر حسن الخلق " [ رواه مسلم ]. والبر صفة للعمل الأخلاقي أو هو اسم جامع لأنواع الخير.
    وكما نجد الصلة بين الأخلاق والإيمان ، نجدها كذلك بين الأخلاق والعبادة إذ إن العبادة روح أخلاقية في جوهرها؛ لأنها أداء للواجبات الإلهية. ونجدها في المعاملات - وهي الشق الثاني من الشريعة الإسلامية بصورة أكثر وضوحاً .
    وهكذا نرى أن الإسلام قد ارتبطت جوانبه برباط أخلاقي ، لتحقيق غاية أخلاقية، الأمر الذي يؤكد أن الأخلاق هي روح الإسلام ، وأن النظام التشريعي الإسلامي هو كيان مجسد لهذه الروح الأخلاقية .
    الخلق نوعان
    1- خلق حسن : وهو الأدب والفضيلة، وتنتج عنه أقوال وأفعال جميلة عقلا وشرعاً .
    2- خلق سيئ : وهو سوء الأدب والرذيلة، وتنتج عنه أقوال وأفعال قبيحة عقلا وشرعاً.
    وحسن الخلق من أكثر الوسائل وأفضلها إيصالاً للمرء للفوز بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والظفر بقربه يوم القيامة حيث يقول : " إن أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً" [ رواه الترمذي ] .
    الأخلاق والممارسة الإيمانية
    إن الأخلاق في الإسلام لا تقوم على نظريات مذهبية ، ولا مصالح فردية ، ولا عوامل بيئية تتبدل وتتلون تبعا لها ، وإنما هي فيض من ينبوع الإيمان يشع نورها داخل النفس وخارجها ، فليست الأخلاق فضائل منفصلة ، وإنما هي حلقات متصلة في سلسلة واحدة ، عقيدته أخلاق ، وشريعته أخلاق ، لا يخرق المسلم إحداها إلا أحدث خرقا في إيمانه .. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن " [ رواه البخاري].
    وسئل صلى الله عليه وسلم : أيكذب المؤمن ؟ قال: (لا) ثم تلا قوله تعالى : (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِآياتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (النحل:105) .
    فالأخلاق دليل الإسلام وترجمته العملية ، وكلما كان الإيمان قوياً أثمر خلقا قوياً.
    دوام الأخلاق وثباتها
    كما أن الأخلاق في الإسلام ليست لونا من الترف يمكن الاستغناء عنه عند اختلاف البيئة ، وليست ثوبًا يرتديه الإنسان لموقف ثم ينزعه متى يشاء ، بل إنها ثوابت شأنها شأن الأفلاك والمدارات التي تتحرك فيها الكواكب لا تتغير بتغير الزمان لأنها الفطرة (فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ)(الروم:30)

     

الأحد، 19 يوليو 2015

فاتحة وتعريف:

باسم الله السلام النصير
رب كل الكمال ، سبحانه:
 فاتحة :
بعد أن إكتملت ولله الحمد كل أسس و آفاق ومسودات مدرستي الفكرية العرفانية: 
( مدرسة الأنوار العرفانية للسلام الإسلامي ) على مدونتي :
وبرنة إيبيستيمولوجية :  Epistymologique
 ثم ختمت كل تربيتي الروحية، فكل تجربتي العرفانية بملتقاي:  
(ملتقى التربية الروحيةوالمدونتان على :  
 ثم بدأت سيرتي الصوفية الذاتية :بروايتي ( الختمة الخاتمة) على :
 وختمت ديواني الصوفي : (الديوان الصوفي الخاتم: وأخيرا بالله لله ابتسمت) على : www.abyate6.blogspot.com
ثم ختمت بداية (تفسيري العملي للقرآن الكريم) ، 
علت همتي نحو تفسيري الأشمل : ( من حقائق القرآن الكريم) .
فلا حظت بأني لست بسني صوفي فقط، ولا بسني فقط ، ولا فقيها ولا مفكرا أنا ، 
بل أدعوا للقرآن كله سنيا  وبكل عرفان: 
فتأكدت بأنني من:(آل الكتاب والسنة والعرفان)
  فلم تعد لا مدرستي الفكرية العرفانية هاته ،
 ولا ملتقاي الروحي هذا:
 يسعان كل مذهبيتي ..
 وما دام كل مشروعي المستقبلي مشروعا قرآنيا :
 إقتنعت بأني قرآني المذهب أولا وأخيرا ، فكان مذهبي هذا :
( المذهب القرآني: للسلام العرفاني ، والمستقبليات ) 
من إشكالياتنا الكبرى:
ويبقى التعريف الأولي لمذهبنا: (المذهب القرآني: للسلام العرفاني، والمستقبليات) أنه مذهب، أو ما يذهب إليه القرآن الكريم:( في السلم العالمي، وكل المستقبل الإنساني) :
إذ هناك سياسات ومراكز وجمعيات ومؤسسات عالمية و... للسلام ، كما أن هناك مراكز ومؤسسات بل وحركات و... تحاول أن توجه كل المستقبل الكوني ، بل وصارت إيديولوجية السلام سلاحا اليوم فتاكا في أيدي الصهاينة، وفي أيادي العديد من المنظمات الخفية التي تحاول فرض السلام ، أو إقرار الحرب حسب أجندات ومرامي محكمة منها ، وجد مدروسة ..
 بل وتحاول أن تفرض وترسم العالم والمستقبل حسب معتقداتها الباطلة ، فكان ولا يزال مصطلحي (السلام، والمستقبل) مصطلحي صراع وتدافع ..
 فالحكومة الخفية للعالم توجه كل الإنسانية لسلام الفساد العالمي ، ولمستقبل كله حروب بين أعدائها ولكل أعدائها : وعلى رأسهم (المسلمين ،وكلهم) ، وليست الجماعات الإسلاموية والتسلفية فقط ، ولا الأحزاب والتيارات الإسلامية المعتدلة فحسب، بل كل المسلمين ، وبما فيهم المتغربون منا....
فهناك مخططات ماضية قد تحققت لهم فينا ، كما أن هناك إستراتيجيات وتصاميم مستقبلية جد محبوكة منهم لنا، ولكل المستقبل العالمي ،سيظل يمليها شعارهم الإبليسي : ( النظام العالمي -القديم- الجديد).
ففكرة النظام العالمي قديمة ، وليست جديدة، بل وتداولت حتى قبل بعثة محمدنا عليه كل الصلاة وكل السلام ، إذ كانت اليهود تحلم بملك يحكمون به العالم بالحديد والنار ، ورغم أن كبار كهنتهم عرفوا منذ البعثة الشريفة  بطلان كل هذا إسلاميا ، ظلوا يوجهون كل اليهود لفكرة هذا الملك الدجال، ولكل أوهام إبليس كأمير من الله على كل الأرض ، بل وكإله فيها، لحد عباداتهم اليوم لهما جهارا :
 فما الديانة اليهودية اليوم سوى سحرا قمته القبالة والسحر الأسود، فالعبادات البوهيمية الشيطانية كلها ، بل ولقد صارت الكنائس المسيحية بدورها مجرد محافل يهودية لعبادة الشيطان من حيث لا يشعر العديد من المسيحيين ،  ولحد إعتراف البابا الحالي :(بأن هناك طقوسا لعبادة الشيطان حتى داخل الفاتيكان)...
فالأمر جلل، والعدو يحشد عالم كل الإنس وعالم كل الجن ضد الإسلام والمومنين:
إذ هناك سياسات وإستراتيجيات ومنظمات جد عتية وجد غنية، بل وهناك أيضا ديانات تحاول فرض سلام التدجين والتدجيل، وزرع كل بؤر الفساد والإفساد ، نحو مستقبل أمير سلام اليهود الدجال، وبوحي له إلهاماته وتراتيله ،بل وأناجيله المحرفة، وإنجيله الأسود من إلههم الخفي الملعون : لوسيفر(إبليس),.:
فما الإستراتيجيات العالمية اليوم، وبكل مؤسساتها الكبرى ، بل وما كل الديانات المحرفة والموضوعة سوى طقوس للبوهيمية الإبليسية التي رأسها ولا زال يرأسها كبار زعماء الغرب ،بل ويورثون بكل حنكة رئاستهم لها، ولكل العالم، وما هي في عمقها إلا يهودية صهيونية تحتوي كل البواطل بذراعها الأشر: الماسونية..
وكل هذا بأجندات جاهزة لفرض كل أوهام إبليس بالحديد والنار..وفرض سلام أمير السلام بزعمهم :الدجال الأعور الكذاب: بكل الفنون الماجنة وأنواع الميوع وألوان الإنحلال الخلقي والعهارات الفكرية والعلمية، لحد النداء اليوم في كل قنواتهم العالمية وبكل فنونهم وبكل صحافاتهم المكتوبة والمرئية للاأخلاق ولللاعلم: فهناك برامج لا علمية اليوم أصبحت تدرس في الجامعات الغربية ، بتيار لا علمي بوهيمي له مفكروه وعباقرته .. بعد أن وعينا منذ عقود بلاعلمية حتى شعبنا الإسلامية مقارنة مع مستجداتنا كشعوب مسلمة ..
 وكل قوتهم في (التوريث الإستراتيجي لكل مقرراتهم) :
 فما نراه اليوم كان مخططا له من قرون ، وما ينادون له اليوم يخططون به للمدى البعيد بل والأبعد : لحد حلمهم بالقيامة على هوى أمير سلامهم الدجال هذا ثم إلههم  إبليس لعنات الله عليهما وعليهم أجمعين ...
فهل فعلا سيتحقق سلامهم الدجالي هذا ؟
وهل فعلا سيعبد إبليس جهارا كإله للأرض كما يخططون وكما يعتقدون ؟
وهل فعلا سيحكم الأرض ملكهم الدجال هذا بالحديد والنار ؟
الجواب وللأسف ، وإسلاميا : نعم .
لكن ليس كما يعتقدون ويحلمون،ولا كما يتوهمون ، بل سيمر عصرهم هذا بسرعة الضوء نحو القيامة الربانية العظمى - سبحان الله عنا وعنهم، وعلى كل العالمين ،سبحانه ربنا-  حيث جحيمهم وجهنم ولله الحمد....
مستقبل السلام العالمي:
فمستقبل السلام العالمي إشكالية عظمى لنا:
اليهود يحاولون فرض سلام الدجل والدجال الباطل هذا ، بل ولا يحيون إلا في ظل الصراعات ، إذ لا حياة لهم في ظل السلام الحق ، ولا في ظل السلام الإنساني والعادل الذي يدعو له إسلامنا الحنيف ، والذي عاشوا في ظله آمنين لقرون رغم كل مكائدهم ، وكل دسائسهم وعقائدهم الباطلة ، بل ويرسمون اليوم بكل مكر، وبكل المكائد كل المستقبل العالمي ، وذاك عبر مؤسسات عالمية مسيطرة ، وحكومات قوية عتية، ومنظمات عالمية علنية وخفية ، وأدمغة ماكرة ، وبميزانيات فوق الخيال ....
وأي حرب اليوم في عالمنا الإسلامي أو في أي بقعة من العالم لن تكون سوى بهم، وباسم مصالحهم، بل وهم من يدبرها ومن يتحكم في ميادينها ،بل ومن يوجه  كل نتائجها ، فلا سلام منهم ولهم إلا بهذا :
 (زرع الفتن والحروب  لأنهم تجار أسلحة، ومصانع لمطامع لا متناهية) :
ولكن:(كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله)..:
فإطفاء هاته الحروب  فينا وبيننا -على الأقل- إذن من وظائفنا القرآنية ..
وبالتالي صار السلام الإسلامي الحق كما تملي العديد من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة مهمتنا ..
سلام الحرب (اليهودي):
فهناك سلام حرب ، وسلام خراب وفساد وإفساد ، بل ومخططات وبرامج لإستحمار كل الإنسانية نحو بشرية بهيمية لا يبقى بها الناس أناسا، بل يصير بها الإنسان - كما حال اليهود اليوم والبارحة -  مجرد جسد بشري يسكنه قرينه الشيطان..
 فهذا ما تسعى له اليهود بكل مشاربهم وحركاتهم، وفي كل محافلهم الماسونية، وصلواتهم ، بل وحتى في الكنائس المسيحية ،وكل دورهم ..
 وبإستراتيجيات ونظام عالمي جاهز.. وقوات عسكرية لا تضاهى ، وأموال هم صناعها ولو بالتراب ، فهم أرباب كل مصانعها الزائفة، وبنوكها المتلاعبة بكل الحكومات، والسارقة للشعوب عالميا ، والناهبة لكل الأوطان، وليس بالربا فقط  ، ولا بالتضخم المالي ،وعدم العدالة في صك الأموال فقط، بل وبسرقتهم لكل ذهب العالم الموازي للسيولات المالية كله، وإخفائهم الكامل له ، ومنع الولوج لبنوكهم العالمية والفيدرالية حتى على كبار حكام العالم، بل وخلقهم متى شاؤوا للأزمات الإقتصادية وللحروب، وفي أي قطر يرغبون.
فما العمل ؟ أو ما البديل؟
فهناك سلام يهودي صهيوني ماسوني بوهيمي دجالي إبليسي كله حرب..
الجواب الوحيد إسلاميا : 
(ليس الإنتصار في الحرب، فذاك يستحيل حاليا، بل ونجزم على أنه لن يكون سوى مهدويا ، بل نصرنا : الإنتصار في حرب السلام معهم).
حرب السلام (الإسلامي):
فسلم الحديبية كان كنصر بدر ، ولذا كان شعار مذهبنا الأول:
(السلام الأخلاقي جهادنا ، وكل نصرنا).
فهناك فساد وإفسادوالجواب صلاح وإصلاح.
وهناك إستحمار وتوحيش وتبهيم للبشر والجواب فقط: تخليق وأنسنة .
ونعني بحرب السلام :أن نحاول ما إستطعنا إطفاء نار الفتن والحروب في كل العالم، أو في بلداننا على الأقل، وبناء  الإنسان المتزن ، وأن لا نحارب إلا مكرهين مع إعداد عدة الدفاع ما إستطعنا ، فنحن فعلا، وكلنا مهددون :
 والقوة أول ما يفكر فيه الحيوان، وآخر ما يفكر فيه الإنسان.
وهذا ليس بالسهل: إذ هناك أجندات جاهزة لتفتيت كل العالم الإسلامي وإفقاره، ودك أقوى دولة عربية  فالأقوى ثم الأقوى تباعا، بل وكل ثورة بيننا تعني أولا إفقارنا وإستعمارنا اللامباشر كما بمخططاتهم: وكل هذا صوب ضربة قاضية ستقوم بها إسرائيل وحدها لكل عالمنا كبطلة حرب عالمية ، ولهذا بالضبط يستعدون ...
فهل سننجح في حرب سلامنا ضد كل كوارثنا الحالية، وفي حروب سلامنا مع الصهيونية مستقبلا؟ .
وهل سننجح في صلاحنا وإصلاحنا أمام هذا الفساد الحالي والإفساد المستقبلي ؟
بل وهل سنكون في مستوى رسالتنا الإسلامية المحافظة على إنسانية البشر، وعلى الإنسان كمخلوق مكرم، واليهود تحول البشر لشياطين؟
الجواب  كما تمليه مستقبلياتنا الإسلامية : (نسبيا نعم) وفقط نسبيا وللأسف.
ولكن (لن يضرنا من ضل ولا من طغى إن إهتدينا وإستقمنا، وحقا آمنا) ...
ف(لن يضروكم إلا أذى)
ولقد وعد الرسول صلوات الله عليه بالسعادة الروحية والمعنوية الكبرى للمومنين بآخر الزمان هذا الذي نحن فيه، وبعده ، وإلى أن تأتي ريح ترحل بكل أرواح المومنين نحو البرزخ، ولن تقوم القيامة إلا على شرار الناس، ولله الحمد ..
لكن مشكلنا الأكبر وسبب كل هزائمنا الخارجية والداخلية هم :
منافقوا الأمة:
فللأسف (ليس كل المسلمين بمومنين):
(قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا)
فالعدو ليس اليهود فقط ،ولا كل حلفائهم فحسب ، ولا إبليس وكل شياطينه وحدهم، بل هناك الطائفة الأخطر ، والمتمثلة في (منافقي الأمة) ، والمنقسمون إلى:
- عصابات لدحض الإسلام تعليميا وعلميا وفنيا وتربويا وإعلاميا وصحفيا عبر جمعياتهم وأحزابهم ومنشوراتهم وقنواتهم وكل مؤسساتهم.
- عصابات تتزيى بالإسلام لمصالح ومكاسب، لحد زرع الفتن والضلال والجهل الإسلاموي والتسلفي ، بل ولحد التنسيق جهرا مع  أعداء الأمة ضد كل الأمة.
- عصابات جاهلة تحارب كل فقهنا الإسلامي باسم البحث العلمي والقرآنوية الجاهلة .
- عصابات علموية تدعوا باسم الحداثة الزائفة جهارا للاعلم وللاأخلاق.
وتتتالى العصابات... 
وبما في ذلك العصابات الإدارية، وكل عصابات الإجرام المنطمة وطنيا وعالميا..
فالإسترتيجيات المستقبلية إذن جد محبوكة ، وعصاباتها جاهزة ،وبنظام عالمي يفرض تدريجيا بحكومات لا ترحم ، وبقوات وميزانيات كالبحار المتلاطمة ،وسلام سراب: يحسبه الضمآن ماء ..
لكننا لا نخاف على صادقي المومنين وعامتهم بقدر ما نخاف على علمائنا وفقهائنا وأمرائنا من هذه الخيوط المتشابكة  وطنيا ، وعالميا ....
كل بديلنا:
فاليهود يقتربون من قوله تعالى ووعده لهم :
(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا).
وليقتربوا أكثر من قوله تعالى :
 (فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا)
وقوله تعالى:
( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤواوجوهكم، وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة، وليتبروا ما علو تتبيرا)
والتتبير يعني الهدم من فوق. فافهم.
فكيف ندبر كمفكرين وكعلماء وفقهاء هاته الفترة على المدى المتوسط والبعيد والأبعد ، بل وعلى مدى كل المستقبل :
الجواب إسلاميا جواب واحد : القرآن، وكله سنيا ..وبكل علمية ولكن بكل تدرج
فماذا ستفيد حدود الشريعة ؟ ولا حتى الحكم بما أنزل الله على شعوب إسلامية لا يصلي العديد من مسلميها و(لا يعلمون الكتاب إلا أماني) ؟:
آية نزلت في بني إسرائيل ، واليوم فينا كقوله تعالى:
(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى) وقوله تعالى ( ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) .
بل وكل الآيات الذامة لبني إسرائيل اليوم تذمنا... 
فماذا سيفيد الحكم بالشريعة دون بناء عقول مسلمة ،ودون تربية قلوب مومنة ،ودون تزكية أرواح شفافة؟
فالرسول صلوات الله عليه قد بنى الساجد المسلم أولا قبل إقامة الخلافة ، بل والحكم بما أنزل الله أفق في البناء الإسلامي لا أساس، وليس كما يتوهم الساعون للخلافة دون علومها، ودون فقه السياسة الشرعية ، ودون وعي بمخاطر إسلامهم السياسي هذا : غنيمة العصر، وللأسف
بل والدعوة للسنة بكل جزئية ، وكذا الدعوة لله دون منهجية علمية قرآنية سنية سميكة صارت كارثتنا ، والتي ستعظم إن لم نبرمج كل علوم إسلامنا عمليا في كل مقرراتنا التعليمية، ومن الثانوي حتى العالي .
وفي كل الشعب ......
 بأي فهم؟
فالجواب إدن : كتاب وسنة :
لكن بأي فهم ؟:
بدراسة وتدريس التفاسير ببيانها اللغوي والبلاغي والأدبي و..... ولحد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة الشريفة فقط ؟
بدراسة وتدريس السنة على منهج أهل الحديث بكل علمية وفقه ،وبشمولية فقط؟
بنهضة أخلاقية وتخليقية فنية وتعليمية وتربوية إسلامية ، وحث على إتقاننا لكل العلوم،وكذا إصرار على  وأد الفقر بكل عالمنا الإسلامي لإطفاء قنبلة الفقراء المتقدة، بل والموقوتة في كل أوطاننا صهيونيا ، فقط ؟
بل بكل هذا إخوتي وأخواتي في الله، كأساس متين.
إنه الجواب الوحيد نحو: فهم في مستوى كل إكراهاتنا الحاضرة ومستوى كل تحدياتنا اللاحقة...
.......................... 
مذهب فكري:
لكن الغرب يسيطر علينا وعلى كل العقل العالمي اليوم بمدارس فكرية وأدبية وعلمية وفنية وإقتصادية وفلسفية عتية ..
فهل ستكفينا مستقبلا المجهودات الأحادية كإجتهادات ؟ 
وهل سيكفينا الغرق في التفاسير دون منهجيات دراسية ؟
بل وهل سيكفي تدريسينا ودراستنا للفقهيات والتفاسير البيانية ؟
ففقهنا ولله الحمد جد محكم ، ومذاهبنا الفقهية عملية وجد منظمة، لكن هزيمتنا فكرية وتربوية وفنية لحد الآن ،وليست لنا ومنذ قرون مدرسة فكرية في مستوى كل المستجدات، ولهذا بات  لنا ومن الضرورة تأسيس مدارس فكرية  وفنية على الأقل، وعالمية إن أمكن ، لعلنا نكون في مستوى تحدياتنا الخطرة هاته.
ثلاثة أجنحة :
وجوابا على كل أو بعض هاته الإشكاليات كانت مبادرتنا الفكرية الأولى بتأسيس:
 مدرسة الأنوار العرفانية للسلام الإسلامي. كجناح فكري شامل لمذهبنا القرآني هذا
والتي تحتوي ملتقانا التربوي العرفاني :  
 ملتقى التربية الروحية: كجناح عرفاني حي وعملي نحو شعبة لفقه العمل الصوفي السني إن وفق الله تعالى.
لكن كل هذا كان سيبقى فقط فكرا وتربية جزئيتان مهما سمت شموليتنا ، ولهذا وحتى نسعى لتقديم الجواب كاملا  ، بدأنا في التأسيس:
 لفقه العمل بالقرآن الكريم كجناح قرآني لمذهبنا الفكري هذا:
وذلك عبر :
تفسيرنا العملي للقرآن الكريم : والذي حاولت تدوينة بمنجهية تحليلية لأغرق ولمدة خمس سنين تقريبا في تفسير  8سور فقط من قصار السور ، فغيرت منهجيتي فيه ، محاولا فقط إستنباط الأعمال من الآيات الكريمة ، وبكل إيجاز فكان :
كتابي الأول فيه : نحو تفسير عملي للقرآن الكريم
ثم: كتابي: فقه العمل بحزب سبح والفاتحة  
  فكتاب: فقه العمل بحزب عم
لكني أوقفت كل إجتهادي في هذا الفقه العملي الجليل والمقدس: لأني ذهلت بغزارة الأعمال القرآنية ، فمعظمنا لا يقوى حتى على أركان الإسلام ، فكيف بأعمال قرآنية سامية وجد علية؟ كما سيظهر لكم من الكتابين السابقين..
 بل ولحد قولي في إحدى الجلسات الجمعوية :( لو طبق المسلمون حزب سبح وحزب عم فقط لصعدوا حتى القمر) ليحيبني أحد الأعضاء: ( بل لأتانا القمر).
 ولأختم هذا التفسير العملي بالنداء  بالعمل العميق لا المبسط بكل فقهياتنا الإسلامية ، وبكل تفتح وقبول للإختلاف: فإختلاف العلماء رحمة ، وإختلاف المذاهب إختلاف تنوع لا إختلاف تضاد عند أئمتها، بل ولكل مذهب تاريخه وجغرافيته ..
 ليبقى كل شعار مذهبنا هذا: (أينما كان الحق فذاك المذهب) .
لكن ورغم هذا ظل فهمي للقرآن الكريم مشتتا : فلقد قمت وعلى مدى  17سنة تقريبا بدراسة إيبيستيمولوجية للقرآن الكريم :
( أبحث فيه عن أجوبة لكل تساؤلاتي العلمية والإجتماعية والسياسية وحتى الفلسفية بثقافتي المتنوعة )، حتى صار بمقدوري ولله الحمد كتابة (تفسير إيبيستيمولوجي للقرآن الكريم) وبمئات المجلدات.. 
لكني ضد الشتات الفكري وضد الخوض في معلومات غير لازمة علميا ولا عمليا لا للعامة ولا للعلماء مهما كانت مفيدة لبعض خاصة الخاصة، لأهتدي ولله الحمد لبداية كتابي : 
 (من حقائق القرآن الكريم): حيث سأحاول إستنباط  قواعد وحقائق وكليات القرآن الكريم ما إستطعت : نحو فهم أعمق وأشمل لقرآننا المجيد.  
وليكتمل بهذا المشروع القرآني ولله الحمد كل هذا المذهب القرآني السني ،وبأجنحته الثلاث هاته:
1-جناحه الفكري : (مدرسة الأنوار العرفانية للسلام الإسلامي).
2-ملتقاه الروحي : (ملتقى التربية الروحية).
3-مشروعه القرآني: (فقه العمل بالقرآن الكريم). وتفسير: (من حقائق القرآن الكريم).
بعد البداية وأولا ب: (فهم كل المصطلحات القرآنية).
فالمذهب إذن قرآني سني فكري عرفاني أولا ولله الحمد، وليس تيارا فكريا ، وما هو بمذهب فقهي ،ولا طريقة عرفانية .. بل  مذهب فكري قرآني سني وحدوي يسعى للتأسيس لمدرسة فكرية إسلامية وحدوية  ساعية للشمول، وبكل ما يذهب القرآن الكريم (سنيا) له : في إشكالية السلام الإنساني ، وفي كل المستقبليات، وكباب فقط ،وفقط كمدخل نحو كل فقهيات وقرآنيات وكل علوم الإسلام.. ودون تحريف .. ودون أي نقصان..
ولهذا يدعوا أفقا للمذهبية الإسلامية كلها بكل برهانية وعرفان :
المذهبية البرهانية الفقهية/العلمية العرفانية :
نرى أنه ومن الأسباب الكبرى لتخلفنا كمسلمين :إختزالنا لكل المذهبية الإسلامية إما في المذاهب الفقهية فقط ، أو في المذارس الكلامية لوحدها ،أو في الطرائق الصوفية فحسب 
بينما هي كلها عند أئمتها فقط مداخل علمية / فقهية :عملية نحو كل القرآن وكل السنة
إذ نرى بأنه وليكون المذهب حقا إسلاميا فيجب( أن يكون على الأقل بثلاثة أئمة كما كان مذهبي قبل أن يكتمل هذا المشروع : فلقد كنت : مالكي الفقه ، أشعري العقيدة ،نسبيا ، جنيدي التصوف والسلوك
أما وقد إكتمل  المذهب ، فلقد علوت : لسنية الفقه وبرهانية العقيدة وعرفانية التصوف وعلمية الفكر
ولهدا صار المذهب برهانيا فقهيا/علميا عرفانيا :
- علمية فقهنا :
إذ نرى أن أن كل النقل الإسلامي قرآنا وحديثا وحكمة وفتاوى لا يتناقض والعقل السليم ، وخصوصا إذا ما كان هذا العقل علميا ومسددا بالعمل، ثم مؤيدا بالإلهامات
فلا تناقض عندنا بين كل المذاهب الفقهية وبعض المدارس الكلامية، بل وكل السلوك الصوفي إن كان حقا إسلاميا،
بل ولا تناقض عندنا حتى بين تصوف الجنيد وعرفانيات الحلاج قدس الله أسرارهما
فلا فرق عندنا بين المذاهب الفقهية: لأن الفتاوى تتغير حسب الزمان والمكان والحال
ولهدا فإن لكل مذهب تاريخه وجغرافيته وبرهانياته
ليكون كل شعارنا الفقهي  ( النقل بالعقل) إنطلاقا من قوله تعالى: قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين 
إما نقلا  مع الأخذ بعقلانية الإستدلال، وإما عقلا ، ودون الإخلال بمنطق الحكمة الإسلامية
فأسمى ما يسمو له الفقيه أن يكون فقيها حكيما: والحكمة عقل
بل ونصنف في النفاق العلمي كل من ينقل دون إقتناع، ولهذا نرى أن المذاهب الحاثة فقط على التقليد والنقل مذاهب ستبقى دوما إبتدائية ، بل وتضر بالعقل الإسلامي ، وبفكر أتباعها مهما إلتزموا عمليا ..
فالفقه الإسلامي قرآنا وحديثا يبني عقل المسلم ويطهر قلبه ويزكي روحه ، ولكل من هاته الآفاق والمشارب فقهياتها وعلومها : ولهذا نرى بأن الفقه كلما كان علميا كلما كان حكيما وأشمل
فمن كل هذا أتت أسس فقهيتنا/ العلمية
 - برهانية عرفاننا:
هناك تيارات خطيرة تحاول هدم الإسلام عبر الدعوة :إما للنقل الفقهي فقط، أو للذوق الصوفي، ودون علمية لا فقهية ولا صوفية ، ليلحقوا الإسلام بكل الديانات المحرفة التي سعى ولا يزال يسعى كل كهنتها لطمس عقول كل أتباعها بدعوى : أن لا عقل في كل الديانات
ومداخلهم لهدم العقل الإسلامي كانت ولا زالت
إما الدعوة للتقليد والنقل فقهيا
وإما عبر الأذواق الصوفية دون تفرقة بين التصوف الإسلامي وغيره من التصوفات الشيطانية
وإن كانت لأئمة تصوفنا وأوليائنا قدس الله أسرارهم شطحات عند أهل الفقه والعلم، فإنا نقول بأن الذوق لا يعقلن ، والحلاج مثلا وابن عربي في كل شطحاتهم كانوا يعبرون عن أحوال وجذبات بل وسكرات حب تكاد تكون كسكرات الموت ، فلا يِِؤخذ بظاهر قولهم ، بل ومن الواجب وقاية عقول عامة المسلمين من كل الفلسفة الصوفية ، لأن السالك إن كان صادقا كان ذا أحول مثلهم وذاق ما ذاقوا.
ففرق كبير إذن بين ظاهر كلام أوليائنا قدس الله اسرارهم وعلياء مقامهم
ومن قال : بأن الحقيقة تناقض الشريعة : ففقط في بعض أحوال الجذب والسكر محبة
أما في كل المقامات الصوفية : فلا حقيقة دون شريعة
وقول الجنيد : أن طريقتنا هاته مبنية على القرآن والسنة ففي كل مقاماتها
وهذا لا يتناقض مع شطحات الحلاج ولا أشعار وفلسفات إبن عربي التي كانت تشرح أحوال أهل الولاء التي لا يطيقها الآخذون بظاهر الشريعة : كما بين موسة والخضر عليهما السلام.
وما دام عرفاننا برهانيا فإنا لا نرى في كل حقائق المذاهب الإسلامية سنيا أي تناقض، وأشرح علميا بل وحسابيا أيضا
فعند تعلمنا للرياضيات نبدأ بمجموعة  N ف Z ثم Q ثم C
وما يكون غير ممكن في المستوى الأول يصير ممكنا في المستوى الثاني فالثالث ، بل وما كان فيها كلها مستحيلا يصير حقيقة في المستوى الرابع
ففي المجموعة الأولى يصير من الممكن الحساب بالأرقام السلبية بل وفي المجموعة الرابعة تصير العديد من قواعد كل المجموعات السالفة متجاوزة
ولهذا نؤكد بأن للفهم مستويات علمية ،وفي كل العلوم ،وبما في ذلك علوم الإسلام
 وهكذا إن ناقض بعض الفقهاء رحمهم الله بعض الفلاسفة وبعض الأولياء قدس الله أسرارهم فلقد صدقوا ظاهرا
وإن ذم فقه الظاهر العديد من الأولياء قدس الله أسرارهم فلصدق أحوالهم ومقاماتهم عرفانا
أما في مذهبنا فلا تناقض بين الظاهر الفقهي العلمي والباطن الروحي العرفاني
وكتأكيد على هاته العرفانيات العلية إليكم : ديواني: الديوان الصوفي الخاتم على :
ولهدا فإن مذهبنا مذهب إسلامي فقهي علمي عرفاني يسعى لكل الشمول الإسلامي
وبرهاني  في كل حوار، وفي البحث غن الحقائق في أي من العلوم : ولهذا نومن بتعدد المناهج ، وبالمناهج المتعددة في كل بحوثاتنا.
كما نأكد أحقية أهل الحديث في التشبت بمنهجهم فقهيا، بل ومن ناقض علمية إجتهاداتهم الفقهية الحقة ففي ضلال كما نرى
لكن هذا المنهج وإن كان من أشمل المناهج القرآنية شريعة ، فليس بالمنهج الوحيد إسلاما: إذ هناك مواضيع لا يمكن أن يلمسها الفقهاء إذا ما إنغلقوا على منهجهم هذا فقط ..
ولهذا يؤخذ الذوق من الولي الصادق في البداية بعيدا عن الفكر فقط ، لا عن العقل : في مذهبنا
كما تأكد لنا بأن كل المذاهب الفقهية السنية ، كالعديد من  المدارس الفكرية، وكجل الطرائق الصوفية :أبواب، وأبواب فقط ، لكن كبرى للمذهبية الإسلامية الشاملة، والتي تحتوي على الأقل الضروريات الثلاث : الفقه والعقيدة فالسلوك
ولهذا نحث على التشبت الصادق بأي من هاته المذاهب كأبواب نحو كل القرآن وكل السنة، وبتفتح على كل المذاهب الأخرى وكل التيارات  بل وكل المشارب والعلوم الإنسانية : (فالحكمة ضالة المومن أينما وجدها فهو أحق بها )ولكن : (ولا تخسروا الميزان) ، فباطل كل ما ناقض القرآن الكريم وصحيح الحديث، وإلا فهو حال صوفي لا مقام، بل حال فقط ، ولا يعمم ،
خاتمة :
وندعوا (لكل هذا الشمول وبكل هذ التركيب وبكل هاته التعقيدات) : المنهج المذموم عنذ العديد من الوعاظ الجاهلين بكل هاته الشموليات لأن سؤاله سبحانه وتعالى يخيفنا :
أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ؟
فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ  
وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُون
فهل َأصابنا الخزي بالدنيا كمسلمين ؟
 وهل سنرد غدا إلى أشد العذاب؟
 وهل نومن ببعض الكتاب ونكفر ببعض؟
بل وهل نومن بكل الكتاب؟
فدعوتنا إذن باب للقرآن كله سنيا ، ولكل ما يدعو له الإسلام ..ودون تقزيمه  في الحديث وحده، ولا في التربية لوحدها، ولا الفلسفة والعلمية لوحدهما
بل دعوتنا لكل :دين الله القيم


ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ
وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
 وبمنهجية كفاياتية تجديدية عرفانية ،ولله الحمد كله.
المؤسس: العارف بالله، وبحمده: جودر بناوي.
سلام وسلام فسلام ثم سلام
ولو حديبيا: نصرنا

السبت، 18 يوليو 2015

نحو حركية إسلامية إنسانية:

مقدمة أولى:من إشكلاتنا الحركية :

1
بعد السرطان الفتاك الذي أصاب عقل وقلب الإسلام السياسي بسبب ممارسيه .. وسبب العديد من المصلحيين والتسلقيين والنفعيين الذين إخترقوا كل تياراته قمة وقاعدة .. وجراثيم العديد من الأفكار والمناهج التسلفية والإسلاموية والسياسوية الشاذة أو الشاردة .. بل والضالة على كل المنهج النبوي في الإصلاح لهفا نحو الكراسي السياسية ونحو  التسلط  اللذين جعلا كل الأحزاب التي كانت محسوبة على الإسلام تقصي  علومه وجل فقهياته الإجتماعية والإنسانية بل واقتصاده وكل فكره وفنونه وآدابه بعد إقصائها ومنذ البدء لحضاراته وتناسيها لكل تاريخه  .. 
فربت هاته التيارات ومنذ البدء  مسلما يدعي الأصالة دون معاصرة والبديل الإنساني دون إلمام بالفكر العالمي ولا بالعقل السياسي حتى العربي .. ودون وعي كبير ولا صغير بأن المهمة ليست باليسيرة ولا بالبسيطة وبأن المشروع مشروع أمة بل وعالم .. والمستقبل مستقبل صراع مع كل الأدمغة ومع كل ساسة العالم وكل قواه الصاعدة والمهيمنة .. 
فلقد إنزلق معظم زعماء السياسة الإسلامية  مع صورة التقوي الهيليودية بالسواد الكبير والجماهير العريضة ..حتى تتيسر لهم مهمة النفاد السريع .. فكان النقد الهدام لكل من سواهم ..والشعارات الشمولية الفارغة التنزيل ..  والتبسيط المثير للمسلم البسيط  : كافية  لاختراقهم السريع  لكل المؤسسات الإسلامية والعربية .. وعبر التكفير الموجب للجهاد كما هي حركاتهم المقاتلة.. أو عبر تكفيرهم  لكل العلمانيين والعلمانية رغم قبولهم للديمقراطية وبكل شروطها كوسيلة ..فكانت تزكية كل من أرخى لحيته وكان ذا وظيف أو جاه أو مال أونفود يعجل بهم نحو حصاد المقاعد  .. بعد المحاضرات الكثيفة حول الدين وبريق العمل الإجتماعي الأصيل فينا : كافية لتكثيف السواد كيفما شاء .. وبعض الأحزاب تعلن منذ نشأنها بأن لا علاقة لها بالغاضبين على النظام الذين ظلوا ضحايا ولليوم لعصابات القتال والأسلحة الدولية ..فكانت التربية الإسلامية البسيطة والحجاب واللحى والعمل الإجتماعي هي كل جديدهم مع ثرثرات فكرية لا عمل لهم بها بل ولا هموم لهم في تفعيلها  .. مما جعلها تيارات حيرة لكل خريجي العلوم الإسلامية وجل العلماء الذين ظلوا يراقبونها بكل دهشة .. فقليل منهم ولليوم العلماء والفقهاء.
فكانت لهم - ورغم كل هذا العوار البين-  نماذج تربوية وتعليمية وفنية مثيرة في البدء .. حيث غمسوا ولا زالوا يغمسون العديد من الأتباع في تجويد القرآن الكريم ودروس الفقه وبعض المحاضرات الفضفاضة البعيدة كل البعد على البناء الرباني لفكر وقلب وروح المسلم الحضاري الذي كان المرشح الأول لسوادها الأعظم...
2
فرغبوا في تغيير دول عربية ذات حضارة تاريخية عريقة بدعوى ذنوب مواطنيها وسكوت الحكام على العديد من مظاهر الإنحلال وفساد بعض قطاعاتها ثم بدعوى عدم الحكم بالشريعة عفوا بحدود الشريعة  المستحيلة شرعا ومنطقا ما لم توفر لها  شروطها..
وكان كل الحل منهم  شعارات : 
الإسلام هو الحل . 
عودة الشريعة .
الإسلام أو الطوفان .
 عودة القرآن للشارع .
السنة فرض.
عصر الخلافة.
وهي شعارات تآزرها بالطبع العديد من  الكتب الإسلامية الفقهية .. والتي لم يعر لنا سلبياتها إلا الفكر الإسلامي والفلسفة الإسلامية والتاريخ الإسلامي والعلوم السياسية  ثم التصوف السني ثم النقد الأدبي والفني والإعلامي للواقع العربي.
ولتزداد الكارثة سحقا لقلوبنا وهم يحرمون جل الفنون ويهمشون كل الآداب العربية بل وليحتار كل فكرنا وبعضهم يحرم الفلسفة والتدبر والتفكر وكل الفهم بل ويلغي أي حوار بدعوى قال الله وقال الرسول لا غير...
فكانت هناك سكتة كادت تكون قلبية والكتاب العربي الأدبي والفكري والسياسي الذي لا علاقة له مباشرة بالإسلام يخنق بكل قوة .. والمجلدات الفقهية تشترى لتتراكم كواجهة للخزانات الفاخرة .. وليحتقر المسلمون الجدد كل مفكري الخلف بدعوى:
 ( كل الفهم ما قد فهمه السلف)..
 وليقع الكتاب العربي والعقل العربي بل وكل العقل المسلم ولليوم في هوة ليس من اليسير الخروج منها وللأسف.
إذ كان النموذج هو تبسيط الدعوة وكأننا في فتح إسلامي جديد ..
فكنا ونحن شبابا لا نرى أنفسنا رغم الإيمان الكامل بالله وتمسكنا بالفرائض ما استطعنا إلا أقزاما أمام بريقهم .. بل  وصرنا لا نرى لنا نموذجا إلا ذاك الإسلامي الرياضي المجاهد الدارس للفقه والحافظ للقرآن والمنتمي للخلايا الإسلامية والمتعالي على كل من لا يماثله..
وفعلا كان هذا لا يعاب بل وكان تميزا وفضيلة عظمى لكل من لم يحشر نفسه في الفكر الإسلامي وكل إشكالاته العصية... بل وكان  نموذجهم هذا جد براق..  لكن للمسلم السلبي الذي لا علاقة إصلاحية ولا فكرية ولا سياسية عميقة له في المجتمع ... ولكل التائبين الجدد ...
فبنوا فعلا هذا النموذج المدعي للأصالة فرديا لكن الناسف وللأسف لكل الآداب والفنون والفلسفة والتاريخ ولكل الحضارات العربية والإسلامية إجتماعيا وعلميا وأدبيا بل وتربويا وحتى فنيا... وبالتالي لكل سيول الحياة الإسلامية .. فقد وقعنا في قطيعة حياتية جد سحيقة.
ولطالما نادينا في محافلهم بالتفتح على كل الأحزاب علميا وبالمسلم الحضاري كبديل ....
لكن (لا حياة لمن تنادي ..)
ولم نعلم بأن الفكر والحضارة والتاريخ الإسلامي وكل أدبنا العربي كانت ضد مصالحهم السياسية المتعجلة للكراسي إلا بعد كوارث ما بعد 2010 م..
حيث لم نفقه بأننا كنا فعلا في ضلال إسلاموي وتسلفي سحيق إجتماعيا وسياسيا وإنسانيا -ولا أقول فرديا ولا تعبدا-  إلا بعد فوات الأوان .. وبعد عقد نفسية وبالرغم من كل كآباتها حررتنا من كل أخلاقياتهم الإجتماعية والسياسية على الأقل ولله الحمد.
(فما النمودج التسلفي-الإسلاموي في السياسة إلا بيدقا لأعداء الأمة ..)
3
إنها حقيقة كانت حقا صادمة لنا لأنها لم تأت إلا بعد شباب كامل في الظلام...
إذ لم نع بأن المسلم الذي لم يلوث بكل هاته السياسويات أصفى وأوعى وربما أطهر إلا بعد معانات فمعانات..
  وقد انكشفت كل الأمور اليوم وساسة العالم  يحركونهم اليوم جهارا  كيفما وأنى ومتى يشاؤون.. ويزرعونهم كخلايا ميتة أنى شاؤوا .. وبما فيهم الأحزاب المدعية للإعتدال: فالنموذج صار إن لم يطبب كله  تهديد .. وللأسف :
إنها حقيقة لم نتأكد منها وللأسف إلا ونحن نرى الأسرار جهارا ... وأيادي أعداء الأمة تريد العودة بنا لنموذج الإنقلاب البروتستانتي على الكاثوليك بنفس اللعبة ..:
سحق كل المعالي الحضارية للمسلمين بنموذج المسلم البسيط والذي لا تتوفر فيه شروط  القيادة الفكرية وتقديمه كزعيم للأمة. 
فمن قرون والمعاول هدامة في عقل وقلب المسلم لتهميش كل فكرنا الإسلامي وكل حضارته فطمس كل هويته ....
أما فقه العبادات والمعاملات والعقيدة فتضلع فيها كما تشاء لأنك إن علوت بها أي منبر فكري أو سياسي فلن تكون إلا أضحوكة لكل العقلاء كما حالنا والنكت اليوم تتهاوى على إسلامويينا وتسلفينا وبعض متفيقهينا  كالمطر. .. 
بل وكل العالم اليوم يعد كل العدة لسحق كل تياراتهم القتالية المفبركة بدورها . 
فهل الأزمة صارت أزمة العرب المسلمين والمسلمون اليوم مواطنون بكل العالم؟
وهل الإسلام السياسي يحتاج لتطبيب بعد كل هذا السرطان الناسف؟
وهل هناك أمل ؟
4
البشرى:
 أن الصحوة بدأت بالفعل بل وستبدأ مباشرة بعد هاته الكوارث .
لأن البديل السياسي دوما يخلق الصراع بل ويتهافت عبره من هب ودب .. ويتنافس حوله وبه كل أهل الخطب الرنانة وأرباب الكلام الخادع وكل المتسلقين والمصلحين .. 
وبتهميش كل الإسلام السياسي ولو ظرفيا سيبقى الأمل كل الأمل إسلام السلام والأخلاق السمحة والسمو الروحي والتربية والفنون والحضار الإسلامية وكل الآداب وبكل أخوة وتسامح كما بعض الجماعات التربوية ... 
وهذا هو جوهر الإسلام  وعقل وقلب كل الإسلام الوسطي المعتدل....
فالوظيفة لم تعد مصالح مسلمين فقط ولا تقوي للسلطنة .. بل تبليغ لكل الأمانة الإسلامية ولكل الإنسانية :
إنها الدعوة لرحمة محمدنا عليه كل الصلاة وكل السلام ولكل العالمين..
فالإنسانية محتاجة للقلوب المومنة ولروحانيات الإيمان بالله ولكل جمالياتنا ولكل علوم الإسلام وفقهياته  بعيدا عن الإيديولوجيات المتسلطة .. ومهما تكن ..  
الإنسانية كلها بحاجة لروح الإسلام كله لا لتسلط المسلمين..
ولتبقى السياسة هامشا هاما للخاصة ولذوي الحل والعقد وكل ذي كفاءة .. 
وسيبقى لها من الإسلاميين خبراؤها  ومفكريها بل ومنزليها  جهد المستطاع  .. 
كما سيبقى الجهاد الحق بفلسطين مستمرا ولو خمدت حتى فصائله الحالية..
فالإسلام صار اليوم  إشكالية علمية وفكرية وتربوية وسياسية يتدارسها كل العالم..
فهل نسمح بعد كل هذا لاستغلال الدين جهلا أو ضلالا أو تسلقا ومصلحة ؟
أو سنسمح بالقول في الدين دون برهنة ؟
لا زال السرطان وللأسف قائما...
 لكن له أطباؤه ..
فكل مهمتها كمدرسة عرفانية للسلام الإسلامي :(أخونا الإنسان) ومهما يكن ... : 
الأنسنة بكل الإسلام وبكل تسامح وكل سلام :
 ( ومن شاء فليومن ومن شاء فليكفر).
5
بل وما الجهاد في الإسلام إلا استثناء وجهاد دفاع .. 
وخصوصا وأننا بعصر بنى فيه الرسول ببعض أحاديثه كل مستقبلنا ..
فالأنسنة إسلاميا وبكل تدرج وبكل فنية وحدها البديل ...
بل وليس كل من تراه من إخوتك  مذنبا بكافر:
بل ولربما بفكرة منطقية واحدة ستنقد أخا أو إخوانا لك من آدم نحو جنان الإيمان في الدنيا قبل الآخرة..
فلم بنادق فرض الحكم بما أنزل الله والله يقول :
(لا إكراه في الدين ؟) بل والرسول أكد بأن ( أول ما سيرفع الحكم بما أنزل الله ) ..؟
الإنسانية تحتاج قلبك الرحيم كمحمد صلوات الله عليه ( رحمة العالمين) إن كنت سنيا وكنت حقا مومنا ...
فكن رجلا وكوني حقا إمرأة: ولن تكوناها إلا مومنين :
(من المومنين رجال ) لا كل المسلمين .
( قالت الأعراب آمنا قل لم تومنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم)
صدق الله العظيم.
فالمسلم الحضاري هو البديل .. ولا لإسلام الأعراب كبديل حضاري.
وليبقى كل نقدنا هذا لتياراتنا السياسية هاته واجب إصلاح لا غير.. بل ونقدا بناء لا غير ولا يعني منا عداء لهم كأشخاص ولا كمسلمين  : 
( فالمسلم أخ المسلم ) 
( وانصر أخاك ظالما أو مظلوما ) 
ونصرته إن كان ظالما نصحه فنقده البناء ثم حد كل ظلمه أخيرا إن  تمادى ..
6
إذ نعي وجيدا:  
بأننا في عصر جد مظلم إسلامويا وبأنا في مرحلة ما بعد الإستعمار والانتدابات والاحتلالات والتي لا زالت مطامعها الإمبريالية حائمة حولنا.. ونعي بأن الإسلاميين منا ككل المسلمين  ضحايا لمخططات قديمة  لا زالت كل مخاطرها واردة .. بل والعربي كأي مسلم يعيش مرحلة تناقضات بل وصراع هوية..
إذ صارت لنا كعرب ومسلمين ألوان لا تعد من التطرفات :
فلجانب كل ألوان التطرف الإسلاموي والتسلفي هناك كل ألوان التطرف العلمانوي بل وأنواع لا تعد من الإستلاب الكامل .. ولحد ازدراء البعض منا لكل التاريخ والحضارة العربيتين والإسلاميتين...
بل وعقل الفقهاء المسلمين ومفكرينا في حيرة جلية .. فما قولنا عن العقل المسلم؟
إننا عن دراسات ميدانية عميقة علمنا بأن الإسلام السياسي ليس بالحل الأول.. 
وبأن كل تياراته إن لم تطبب ستبقى وعلى الدوام من تهديدات المستقبل.
وبأن بناء العقل المسلم وتربية القلب المومن يحتاجان لتجديد مستمر...
ولا يعني هذا دعوة علنية ولا خفية منا لفصل الدين عن الدولة ..ولا لنسف كل البديل الإسلامي كما يتحمس اليوم الكثيرون..
 بل هناك المشترك الأول الذي لا نختلف جميعا عليه ( العلمية في أي تدبير)..
فكن علميا في سياساتك كلها تستقطب العلمانيين والإسلاميين معا ..
بل وعلمية التسيير بنية تنزيل كل البديل الإسلامي الغنية حلوله ربما سيكون من أكبر أبواب الدعوة لعلوم الإسلام كلها ولكل فقهياته..
فكن علميا تكن إسلاميا إن كنت مومنا بكل السنة .
والحوار الإسلامي العلماني يجب أن يكون بين مفكري التيارين وعلمائهما الباحثين حقا على الحقيقة لا سياسيي التيارين .
فالعلمية الحقة إسلامك ولو كنت ملحدا.    
 ولا أقول العلمانوية ولا العلموية كعورات للعلمانية الحقة.
فلنخاطب العقول أولا وبقلوب شفافة لعلنا نثمر..
وكلكم من آدم وآدم من تراب .
و(إنا أرسلناك كافة للناس)  (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)
 صدق الله العظيم.
7
والإسلام آت لكننا نشك في كل قدراتنا على هذا الشرف كعرب ؟
ولكن الأجمل ل أن إسلامنا اليوم يدرس وبجد في العديد من المحافل والمراكز والمدارس والجامعات الغربية....
ولهذا وبهذا سنأثر:
ولو في خفاء 
على كل العقل العالمي ..

مقدمة ثانية:

 يقول الله سبحانه للرسول صلى الله عليه وسلم : 
 (إنا أرسلناك كافة للناس بشيرا ونذيرا)
كما قال له أيضا : (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) .
ويقول صلوات الله عليه : 
( بعث كل نبي إلى قومه خاصة وبعثت للناس كافة )
مما يضفي على الإسلام صفة لم تكتب لدين قبله وهي صفة : (العالمية)  بمعنى :
 أن رسالته رسالة تهم كل العوالم وكل الإنسانية ، بل وإن كانت رسالته رسالة تكليف للإنس والجن فهي رسالة تشريف حتى للملائكة  ..
 وما دام الإسلام هو خاتم الديانات فهو بالتالي الناسخ والجامع لكل أسرارها وبذلك اكتملت في الإسلام كل غايات الله من التدين الكامل ، واكتملت في شخص محمد صلى الله عليه وسلم أسمى صفات الإنسانية الكاملة حتى أن الله فضله على الناس كلهم كما قال صلى الله عليه وسلم : (أنا خيركم ولا فخر) ..
فهوصلوات الله التامات عليه خير خلق الله أجمعين  كما تأكد هذا وجبريل يقف عاجزا على تحدي سدرة المنتهى قائلا له : 
(يامحمد إذا تقدمت اخترقت وإذا تقدمت احترقت ).
فوصل الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة لم يطأها نبي مرسل ولا ملك مقرب وبذلك ثبت قطعا بأن الإنسان ورغم ضعفه كما قال الله تعالى : ( وخلق الإنسان ضعيفا )  جعل الله فيه أسرارا لم يجعلها  حتى في مخلوقاته السماوية العملاقة والنورانية المتينة الخلق والشديدة القوى، بل وسخر له مافي البر والبحر وكل ما في السماوات بل وسخر له حتى ملائكته الأطهار سبحانه من كريم رزاق خبير عليم ... سبحانه . حتى قال بعض المحققين بأن الإنسان وخصوصا الكامل هو العلة الغائية من الخلق بل والغاية من كل الوجود : 
فلا كمال يضاهي كمال الإنسان إن كمل : 
ولكن ولا بهيمية توازيه إن رذل.
فقد وضعه الله تعالى برزخا بين عالمين جد متناقضين :
عالم سامي : يعلو به نحو كل الكماليات والمعنويات والماديات الخالدة العلوية المحثة على توازنه بكل المستويات....
وعالم دنيء : يدعوه للهث وراء شهواته وغرائزه وضرورياته الدنيوية بانقطاع تام عن أبديته بل وفكره السامي وقلبه وروحه .
فإن سمى الإنسان وركز على جانبه العلوي ( فكره وقلبه وروحه) علا بل وضاهى الملائكة  كما قال عليه الصلاة والسلام في حدسث قدسي :(الشاب التائب خير عندي من بعض ملائكتي )
وإن ردل وركز على جانبه السفلي( بطنه وفرجه وجاهه) تدنى لحد البهيمية بل وانحنى من إنسانيته البشرية للبشرية البهيمية : 
( هم كالأنعام بل هم أضل) وربما للشيطنة : 
بل واشتركت فيه أخلاق البهائم والشياطين فكان أخس وأشر وأحط مخلوق مهما ظن بأنه على شيء... ومهما علت علومه في الدنيا :
( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهو عن الآخرة هم غافلون).
( ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألذ الخصام ..) .. صدق الله العظيم .
فكيف يبقى الإنسان إنسانا؟
 بل ومن هو الإنسان إسلاميا ؟


قيمة الإنسان في الإسلام :

إن الإنسان ـ في شخص محمد ـ صلوات الله عليه خير الناس وخير الخلق ، قد إكتملت  فيه الصورة الباطنة للألوهة أي إكتمل بكل الصفات الحسنى الفاضلة النسيبة في  الإنسان والجائز  له التخلق بها بنسبياته لا بمطلقات الإله سبحانه وتعالى الرحمان وحده...
فالإنسان يشارك الله في صفاته العلى عبودة لا تألها :كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله خلق آدم على صورته) بمعنى مقدرة الإنسان على التخلق نسبيا بكل صفات الألوهة لا الألوهية والربانية لا الربوبية : كالرحيم والكريم والرؤوف والخبير والمومن والحكيم ....
وفيه فقط كمال صورة الأسماء التي يأمها  إسم الله في الدنيا كإسم دال على الإله الرحمان لا على ذات الإله  سبحانه.
ولهذا رقى الإسلام بالإنسان رقيا لم يحلم به حتى الأنبياء عليهم السلام إذ  قال الله تعالى عن عباده المقربين : (أعددت لهم ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) 
بل ولا يعلم الأسرار الكاملة والجليلة التي أرادها الله لهذا الإنسان في آزاله وآباده  إلا هو سبحانه العليم  القدير الكامل ما أكرمه؟.
لكن  هذا الإنسان المكرم ( وكرمنا بني آدم) ورغم معرفته البليغة بخفايا الطبيعة وبالعديد من علومها المادية وبكل تفاصيل دنيوياتنا هاته,. لازال يجهل حقيقته أو على الأصح قيمته عند الله.. والتي لا يمكن له معرفتهاإلا باكتشاف كل طاقاته الفكرية والقلبية والروحبة أولا....
فالإنسان متى فكر  ومتى شخص نفسه بحكمةوصل إلى ما خفي عن غيره من آيات الله  فيه كما أمر بذلك سبحانه : 
( وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) :
فالله كرم الإنسان بكثير من المميزات والمزايا التي لم يهبها لمخلوق غيره نذكر منها :
ــ أن نفخ فيه من روحه والروح من عالم الأمر ( قل الروح من أمر ربي ) لا من ذات سبحانه وتعالى سبحانه عنا وعلى كل العالمين ..
إذ قال الله عز وجل :
( ونفخت فيه من روحي )
ــ أن أسجد له ملائكته........................ :
( وإذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا )
ــ أن جعله خليفته في الأرض................ :
( إني جاعل في الأرض خليفة )
ــ أن علمه علم كل الأسماء مما يعني تعليمه كل علوم الأشياءتسخيرا لها له:
(وعلم آدم الأسماء كلها )
ــ أن جعل له سمعا وبصرا ......... :
( وجعلناه سميعا بصيرا)
ــ أن خلقه كامل مكتملا ...................... :
( لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم )
ــ أن أودع فيه كل الخير .................... :
( وإنه لحب الخير لشديد )
ــ أن خصه مع ملائكته الكرام برسالاته دون الجن .............
(الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس )
ــ أن فضله على العديد من المخلوقات ..... :
( وفضلناه على كثير ممن خلقنا تفضيلا )
ــ أن أحدثه وخلقه بعد عدم ............ :
( هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )
ــ أن عادى من عاداه................. :
( لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء )
ــ أن خصه بكل النعم ................. :
( وآتاكم من كل ما سألتموه )
وتتتالى نعم الله الظاهرة والباطنة علينا منه سبحانه الكريم السبوح المتعال.. إلا أن الإنسان كما قال تعالى : ( لظلوم كفار )..
 ورغم أن الله قد أغدق علينا من كامل نعمه التي لاتعد ولاتحصى:
(وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها)
 فكان تكريم الله عز وجل للإنسان كاملا كما تمليه الآية الكريمة :
( وكرمنا بني آدم )
بل ويسر له حتى الإرتباط الكامل بذاته سبحانه .. فيسر لنا كل الدين:
( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ). 
فلم يأمرنا إلا بالشهادة بوحدانيته والإعتراف بوجوده والحفاظ على فطرتنا البشرية سليمة طاهرة الفكر والنفس والقلب والروح والجسد ...
بل  ولم يطالبنا سبحانه إلا بحفظ أنفسنا من عدونا الألذ إبليس ومن كل ما ومن يضرنا في الدنيا والآخرة : ( إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا) .
فالذي يضر في الدنيا ويشقي فيها يضر في الآخرة : 
قلم يدعنا سبحانه  سوى لسعادةالأبد : 
ف (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك 
في أي صورة ما شاء ربك؟ )
بل ومن أجل خطايانا سمى نفسه سبحانه الحليم والرحيم والغفار والغفور والصبور فما أصبره سبحانه علينا ؟ كما قال سبحانه :
 (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم )
فرحم خطايا عباده  بستره ومغفرته ..
فما الإسلام كله إلا  رحمة الله المهداة للعالمين:
و (كل بني آدم خطاؤون وخير الخطائين التوابون)
فأعطانا كل فرص الإنابة والرجوع الدائم له ..
ووفر لنا كل شروط وكل أساليب بل وكل كماليات السعادة :
ولحد تعذيبه لمن لم يرد أن يكون به سعيدا .


من مميزات الإنسان إسلاميا :

وبهذا يتضح عكس كل نظريات الإلحاد الهزيلة عقلا ومنظقا والمسيئة للإنسان ـ كالداروينية ـ وغيرها من الديانات المحرفة أو الوضعية :
بأن الإنسان مخلوق سماوي يسكن الأرض بعد خطيئة الأب آدم والأم حواء عليهما السلام : فهو مخلوق سماوي من تراب الأرض ...لاحفيدا للقرود أو الأسماك كما تقزمنا وتريد مسخنا النظريات الضالة المضلة التي لاتفرق بين الإنسان وسائر الحيوانات لحد جعلهم لا يرتاحون إلا بين الحيوانات ولحد .........
بل الإنسان إن آمن حقا أكد بأنه من أكرم خلق الله.. وإن كفر فهو من أخس الخلق مهما بدا بريقه الدنيوي:
(وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم )
(إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البريئة إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البريئة)
فللإسلام إذن رؤيا تكريمية للإنسان بغض النظر عن جنسه أو لونه أوعرقه أو نسبه أو لغته كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
(لافرق بين عربي ولا عجمي ولا أبيض ولا أسود إلا بالتقوى ).
فتفاضل الناس في الإسلام له ميزان واحد  :
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) ..
والتقوى هي الإلتزام الكامل بكل الفضائل والآداب الإسلامية التي تطهر الإنسان قلبا وقالبا وجسدا وروحا..وتقيه من كل الشرورر وكل موجبات التعاسة والعذاب دنيا وآخرة.
ودون هذه المزية فالمساواة بين جميع  الناس مبدأ ثابت في الإسلام كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(كلكم سواسي كأسنان المشط)
عكس كل المذاهب العنصرية وبما في ذلك العدو الألذ للإسلام والمتمثل في الصهاينة  الذين يميزون جنسهم عرقيا وبيولوجيا على كل الناس ..و لحد الحماقة في ادعاء بنوتهم لله سبحانه وتعالى عن أباطيلهم علوا كبيرا..
بل  ونزعوا صفة الإنسانية عما سوى شعبهم المختار إفتراء ..  فالإنسان في الإسلام إذن :
1ــ له أصل واحد هو الأب  آدم ثم الأم حواء عليهما السلام  عبر تجانسهما ثم تجانس من تلاهما فآدم أب البشرية جمعاء وأول نبي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
(كلكم من آدم وآدم من تراب ) 
ولهذا  ينادي الإسلام بالأخوة الإنسانية وتساويها  وبطيب أصلها.
2ــ له وظيفة ولم يخلق سدى :
 ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لاترجعون )
3 ــ خلق لعبادة الله وعمران الدنيا بكل حلال  :
 ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )
4 ــ له حياة خالدة في الآخرة وله بعثه بعد الموت وسيحاسب عن كل أعماله : ( وللدار الآخرة هي الحيوان لوكانوا يعلمون )
ــ للعالم الذي يعيش فيه انذثار وقيامة يبعث الله فيها كل الأموات ويبدل الله بها كل الأكوان: 
( وبدلت الأرض غير الأرض والسماوات مطويات بيمينه )
ولهذا يستنكر الإسلام كل نظرية توحي بعكس هذا ..
ويستنكر كل ما يحط من قيمتنا كعبيد لهذا الإله العظيم الأعظم سبحانه.
ويستنكر كل النظريات التي تغلو بالإنسان لحد تفضيله على كل الملائكة أو تنقص من علويته لحد نعته بالحيوانية دون تميز ولا تمييز .
فقيمة الإنسان إذن في الإسلام ليست في جنسه ولا أي من كمالات دنيانا الفانية هاته.. بل في مدى طاعته لله وعدم نكرانه لجميل هذا الإله العظيم الذي سخر له ما في السماوات وما في الأرض .
ولهذا كا الإسلام وكان القرآن ليبقى هذا الإنسان حقا إنسانا بتدينه:
وما الدين إلا تربية فكرية وقلبية وروحية أولا لك أخي الإسلام.
بل وظاهر الإسلام دون فكره وتربيته لا ولن تحافظ على إنسانيتك إن لم تبن العقل والقلب فالروح..
فاعرف نفسك تعرف ربك أخانا من آدم عليكما السلام.


الإسلام كمنقد لكل لإنسانية :

ولقد جاء الإسلام في عصور كانت الإنسانية كلها تعيش فيه كل مذلات الظلم والفساد والخرافة والشعودة والتكبر لحد استعباد الإنسان لأخيه الإنسان .. وفي زمن كانت تحكم فيه الشعوب بكل أنواع الإستبداد ووألوان الظلم واحتقار الغير..
 بل ولحد حكم الشعوب بالكهنة والسحرة الذين عرفوا كيف يخترقون مجالس الملوك ..
بل  وفي عصر كانت المرأة فيه تهان لحد دفنها حية  ..
وفي عصر قل فيه العلم وعبدت فيه الأوثان حتى صارت كعبة الله المكرمة كمزبلة أوثان ..
 وفي عصر قال عنه أحمد شوقي رحمه الله عن نبينا عليه كل الصلاة وكل السلام ::
أتيت والناس فوضى لاتمر بهم
إلا على صنم قد هام في صنم
والأرض مملوءة جورا مسخرة
لكل طاغـية في الخلق محتكم
مسيطر الفرس يبغي في رعيته
وقيصرالروم من كبر أصم عم
يعـذبان عباد الــلـه في شـبه
ويـذبـحان كما ضحيـت بالغـنم
والخلق يفـتك أقواهم بأضعفـهم
كالليث بالبهم أو الحوت بالبلم
فقد جاء الإسلام بكل إيجاز ليعيد للإنسان إنسانيته الحقة ويعالج كل هاته الأزمات الجاهلية كما قال الفيزيائي المعروف أنشتين :
 (إن عظمة الإسلام تتركز في عوامل ثلات : أنه أحدث الأديان، وأنه لايخاصم العلم ، وأنه يستطيع أن يعالج أزمات العالم )
  وكما قال جستاف لوبون في كتاب حضارة العرب :
 (إن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب ولا دينا سمحا مثل دينهم ، هوإنصاف للحق قبل أن يكون إنصافا للمسلمين ) ..
لكننا كمسلمين لم نفي بما تحمله هاته الرسالة من فضائل كالسابقين منا:لحد جهل حتى مرشدي بعض جماعاتنا اليوم بهاته الغايات والمطالع الإنسانية للإسلام...بل وأصبح العديد من علمائنا حائرون مرتبكون أعانهم الله : فوالله إن عقلنا الفقهي اليوم جد مرتبك ولابد من إعادة برمجته بكل تجديد.
فالفقيه اليوم محتارفكيف بالمسلم الذي لم يعد له من إسلامه إلا الإسم؟ فلسنا متخلفين عن الغرب كمسلمين فلا تقدم له إلا بريقا بل نحن متخلفون عن القرآن.
فقد أسأنا كمسلمين لديننا كما قال السيد رؤوف في بعض هاته النقط :
1ــ الأمة العربية والإسلامية اليوم لم تفعل شيئا لإظهار الإسلام وإبلاغه للمحتاجين إليه في العالم ، بل كتموه وأهملوه.
2ــ الإسلام ليس مسئولا عن انحطاط المسلمين بل إنحطاطهم جاء  من تركهم تعاليمه..
ــ أن التشويش والكلام المغرض عن الإسلام يصد كثيرا عن دين الله ..ويلزم أن يقوم المسلمون والمخلصون ببيان وجه الحق للناس
3ــ أن الإسلام هو الذي أخرج العالم من الظلمات وأنه أفضل دين لإنقاد البشرية جمعاء..
ــ شهادة المنصفين على ذلك واحترامهم للثقافة الإسلامية وتقديرها وإعترافهم بها .
وبهذا يكون الإسلام هو دين الحضارة الإنسانية في أرقى معانيها كما قال هاري هنكل :
 ( وجدت الإسلام يشجع على متابعة الحقيقة.. إن صحائف التاريخ مملوءة بالحقائق التي تثبت عرقلة الديانات الأخرى للمدنية والعمران) 
بل وقد لعب المسلمون دورا رئيسا في قيام هاته الحضارة الإنسانية التي يريد أن يستبد الغرب بها ويتفرد بامتلاكها بل الحضارة القائمة كانت مبنية على الجهد الكبير الذي قام به علماء الإسلام لحد دراستهم لكل الحضارات السالفة وتلقين اجتهاداتهم فيها لكل الناس بما في ذلك الغربيون الذين لايريدون أن تظهر هاته الحقائق تعنتا منهم وجحودا بالجميل الإسلامي فقد قال أحد المفكرين 
: ( لقد نقح المسلمون حضارة اليونان وزادوا عليها ثم أهدوها للغرب في طابق من ذهب ).
وليس الإسلام عبر محمد صلوات الله عليه  فقط من ساهم في هاته الحضارة بل كل الأنبياء والرسل السالفين عليهم السلام قد وضعوا لبنات راسخة لبناء الحضارات الإنسانية قديما وحديثا.. ولحد مساهمة الأنبياء حتى في الإقتصاد وكل علومه (يوسف عليه السلام ) وفي الفلاحة ( آدم عليه السلام)  وفي الصناعة ( داوود عليه السلام) وفي الخياطة (إدريس وداوود عليهماالسلام). وفي المعمار والآثار وكل الرقي المادي الإنساني ( سليمان عليه السلام)...
فالإسلام دين كل الأنبياء ولولا رسالاته المتتالية منذ آدم عليه السلام وعبر كل الرسل لنست الإنسانية حتى لغاتها..
فالأنبياء لم يبنوا فقط معنوياتنا  كما يظن البعض : بل بنوا كذلك مادياتنا :
فلولا رسالات السماء لما وصل الإنسان إلى أي تقدم :
لا مادي ولا معنوي ولا أية حضارة..
بل ولفقد الناس كل توازناتهم  وصاروا بلهى  تتصيدهم الذئاب والوحوش كأرانب..
بل ولبقينا في عصورنا الحجرية الأولى.
ولهذا فإن البديل الحضاري إسلاميا ليس نابذا لكل هاته الحضارة الإنسانية القائمة حاليا لأن المسلمين وكل الأنبياء عليهم السلام قد ساهموا فيها ماديا ومعنويا ..
وما بديلنا اليوم إلا  تطبيب لهاته الحضارة من كل جاهليتها بعد زيغها البين اليوم وجهلاء الإسلام يشنون الحرب على كل المسلمين وكل الإسلام باسم التسنن الزائف وللأسف..
فوجب ربط كل يقظاتنا المقبلة بحول الله تعالى بروح الإيمان الحق الذي تميز به صلحاء هاته الأمة..
 ولتكتمل جنة الأرض التي لا تنقصها اليوم سوى القيم..
والإسلام بما يملك من قيم روحية وحقائق علمية وبما يحث عليه من محافظة عملية على القيم كفيل بأن يمضي بالحضارة القائمة اليوم حتى سدرة المنتهى بحول الله تعالى ..
وقادر على أن يعطي للإنسان كل نظارات بصائره التي لم يزدها انحراف الكافر إلا عمى وفسادا وتعاسة ..
فالإسلام إذن كفيل بأن يعيد للإنسانية سعادتها الفكرية والقلبية والروحية لجانب ثرائها المادي المأكد ..
بل وتحريرها من كل  الماديات المتألهة اليوم على معظمنا ..
والتي يجب أن تبقى في يد الإنسان لافي قلبه :
وأن تبقى وسيلة عيش .. وسيلة عيش لا غير.

زبدة القول :

زبدة القول :
ولهذأ فإن لخاصية الإنسانية في المذهبية الإسلامية مبادئ مهمة نجملها في :
1ـــ مبدأ المآخاة بين كل البشر:  فكلنا من آدم وحواء عليهما السلام فكلنا إخوة نسبا ودما  بل ولكل الإنسانية  إله واحد أحد لا شريك له .
2ـــ مبدأ التعارف الذي يمليه قوله تعالى : ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا )
 مما يِؤكد خاصية التعايش مع غير المسلمين : 
( وإن جنخوا للسلم فاجنح لها )
3ـــ مبدأ خيرية الأمة الإسلامية : الذي تمليه الآية الكريمة:
 (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر) 
ودون هذه الدعوة للخير وهذا الحث على المعروف ودون تطبيب المنكر لا خيرية  لنا كأمة ولا لغيرنا .
4ـــ مبدأ التكريم الذي يفيد تكريم الإنسان حتى لغير المسلم كما يمليه قوله تعالى : (وكرمنا بني آدم) ..
والآية عامة .. فلا  يهين القرآن إلا من حارب الله ورسله والمومنين وسعى للعلو والفساد في الأرض .
فالإنسان بنيان الله ملعون من هدمه لا ماديا ولا معنويا ..
ولتحقيق كل هاته الغايات لابد للعاملين في الحقل الإسلامي من الإهتمام ببناء الفكر الإنساني على أسس الإسلام علميا لا إيديولوجيا.. 
ثم تأسيس منظمات وجمعيات خاصة بكل الأعمال الإجتماعية والخيرية والإنسانية والروحية والعلمية التي يدعو لها الإسلام : والتي للأسف نرى الكافر قد اهتم بها عالميا أكثر منا ، حتى صارت أدوات حرب بين يديه باسمها يبني وباسمها يدمر وعبرها يملي جل أطماعه...في الوقت التي تمنع العدد من دويلاتنا كل مسلم حق عن  ممارساته المدنية .. متساهلة مع كل الجمعيات وكل الحركات الخارقة عن مكر وأطماع فينا والساعية حتما لكل خرابنا البين اليوم.
ولهذا فإن الخيرية في الإسلام لن تكتمل ما لم تبنى على الحق والنية الخالصة  ودون إستغلال للمقدس ..ودون بناء الإنسان المكرم  : 
فالله كرمنا وأمرنا بتكريم كل الناس ما لم يحاربونا في الدين وما لم يسعوا في الأرض فسادا ..
فمن الواجب محبة الإنسان لداته كبشر وأخ من آدم ..
ومهما كرهنا أعماله.
ولكن  عبر سنة التدافع الأبدية :لأن العمل على المصلحة يدعو لرد كل المفاسد والدرائع التي تحول دون تحقيقها..
فوجب رفع القرآن بكل تعاليمنا السمحاء كأدوية لأخينا الإنسان المريض والضال والجاهل إذ وحدنا نملك دواءه  :
 وإن نجحنا فسننقد العديد من إخوتنا من آدم .. ومن تعاسة الدنيا قبل جحيم الآخرة ..
 فكم من ضال وكافر وكم من  ملحد  يحتاج  اليوم فقط جملة منطقية منا ليومن ..:.
فبالإسلام كدواء يجب أن ندخل قلب الحياة الإنسانية لا العيش على الهامش كما تملي خطط أعداء الإنسانية :
 وإن كان التطبيب أحيانا يتطلب  عمليات جراحية دامية : فمن أجل الخير والحق والمكارم الإنسانية العليا : وليس دفاعا عنا كمسلمين أو دفاعا عن مصالح جل جماعاتنا/عصاباتنا  المخترقة اليوم بعصابات الجرائم الدولية وعصابات الأسلحة العالمية:
فالمسلم الحق لم يكن على مر التاريخ أبدا أنانيا نرجسيا  كما بعضنا : فالعديد من الناس يكرهون الإسلام اليوم بسبب سلوكاتنا الجهولة ولجهالاتنا البليدة بل والمبلدة .
فالأرض بآلام أخيك الإنسان تستغيث.. 
فلتطببه يا مسلم باسم الرب الشافي العفو الرحمان الرحيم المغيث رب كل الناس ..
فوحدك تملك الدواء : 
لكنك لن تستطيع أن تهدي دواءك إلا إن تشافيت أنت أولا  : (فاستهدوا تهتدوا ثم تهدوا يا مسلمين)
يا من بأيديكم كتاب نزل من عرش الرحمان.. وكتاب أغلى من كل السماوات والأرض  : 
..فيا مسلمين :الناس عيال الله مرضى فقراء : وقرآننا نعمتهم  ودواؤهم : فاهدوا نعم ودواء الله لكل الفقراء له ..
بل وقبلهم نحن  وأنتم في حاجة أكبر له :  
وكل الناس من أب نبي عليه السلام فكيف تقطعون نسب النبوة عن إخوتكم ؟
( وكرمنا بني آدم ) .
 فلماذا نرفض التكريم ونعم السماء : ونرفض كل نعمة الإسلام لله كدواء .
فلا تداوينا ولا داوينا بل شقينا وأشقينا :
فألا نتحمل كمسلمين مسؤوليات كبرى 
في كل ما آل له العالم والإنسان ؟
ألسنا مسؤولون عن مجاعات إفريقيا مسؤوليتنا عن باغيات هوليود ؟ومسؤولون عن شبابنا وكل الشباب الحائر اليوم بين الحضارات؟.
ألسنا مسؤولون عن أطفال اليوم وشباب كل الغد؟
وإلا فا جوابنا غدا عن قوله تعالى:
 وقفوهم إنهم مسؤولون.؟؟؟